هناك من يختلف معك لأنَّك اتَّخذتَ موقفاً خاطئاً.. فالحقُّ معه ولكنَّك لم تستطع – إلى الآن – أن تُصحِّح موقفك.
وهناك من يختلف معك لأنَّه لم يستطع فهمك بشكل صحيح.
وهناك من يختلف معك لأنَّه لا يرتاح لك ولا يُحبُّ طباعك، وهو صديق من يخالفك وربما يُعاديك.
وهناك من يختلف معك لأنَّه يراك مانعاً من وصوله إلى طموح يصبو إليه، فهو يفكِّر في إزالتك بحقٍّ أو بباطل.
وهناك من يفتقر إلى مقوِّمات النَّجاح، وهو متضايق من فشله ومن نجاحك، فهو يحسدك ويُضمِر لك مشاعرَ الكراهية.
وهناك المنافق الذي يعتبر معاداتِك والإيقاعَ بك جزءاً من حياته ورُؤيته ومشروعه.
وهكذا تتعدَّد الأسباب التي تؤدِّي إلى الاختلاف بيننا وبين الآخرين..
وفي هذا البحر الهائج المائج المتلاطم من الاختلافات، علينا أن نتذكَّر أنَّنا لسنا معصومين، فكثيراً ما يكون الخطأ قد بدر منا، ولو على مستوى ردَّة فعل أو انفعال ما..
وبسبب أنَّنا غير معصومين، ربما لا نوفَّق لتحديد منشأ الخلاف وسببه، ولذلك علينا أن نحذر من تصدير الأحكام على الآخرين، خصوصاً حين يكون الخلاف مع أناس على ظاهر الإيمان يقولون إنَّ لهم انتماءً إلى اللّٰه وأولياء اللّٰه، فقد يكون حكمنا – هو الآخر – خطأ جديداً نرتكبه ونتحمَّل مسؤوليَّته، وقد نكون ظالمين بينما نتصوَّر أننا مظلومون.
وفي غياهب الجهل البشريِّ والقصور في العلم والفهم، وعلى مشارف هذه المسؤوليَّة، وحول حِمىٰ الحُرمات، من الجدير بنا أن نفكِّر في السكوت أو تقليل الكلام، واجتناب تصدير الأحكام، كما ينبغي لنا أن نفكِّر في التسامح والصفح لننقذ أنفسنا من كلِّ هذا الشرِّ الذي يُحدق بنا ونشرف على السقوط فيه حين تعصف بنا رياح الاختلاف والتنازُع..
ومن يتَّقِ اللّٰه يجعلْ له مخرجاً ويرزُقْه من حيثُ لا يحتسب..
واللّٰه وليُّ التَّوفيق، والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.
✍️ زكريَّا بركات
٣٠ إبريل ٢٠٢٢