إسئلنا

الإبتلاء بالسرقة…

السوال: 

السلام عليكم

لدي ولد بالثامنة عشر من عمره ابتلي بالسرقة منذ كان صغيرا و قد دخل السجن حاليا بسبب هذا العمل السيء و انا شديد الغضب عليه و لا اريده ان يدخل البيت مرة اخرى عقابا له و لا اريد رؤيته ، و رغم سامحته مرارا دون جدوى مع اظهار التوبة لي كل مرة .

سؤالي هو هل علي ذنب او اي شي من ناحية الدين تجاهه و اخاف في نفس الوقت ان تركته خارج العائلة ان ينجرف اكثر مع اصدقاء السوء رغم انه طيب القلب لكن يتاثر بسرعة بالاجواء السيئة المحيطة ، ارجوكم ارشدوني و انصحوني فقد قتلني التفكير فهل هذا غضب ام امتحان ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

لا شك في أن معالجة هذه المسألة الخطيرة ليس بالأمر الهيّن و السهل ، حيث يبدو أن هذه العادة السيئة قد ترسخت في سلوك ولدك منذ أعوام ، لكن مع كل هذا فالمعالجة ليست بالمستحيلة بل هي ممكنة ، و لأننا لا نعرف الدوافع و الأسباب الرئيسية لهذا الانحراف الخُلُقي الحاصل لولدك فلا نريد إلقاء كل اللوم عليك ، فقد تكون كأب مقصراً في تربيته و إرشاده في مرحلة الطفولة ، أو التقصير في معالجة الأمر أول بأول بالأسلوب المؤثر و المتكامل .

ثم أن معالجة هكذا أمور تستلزم تنوعاً علاجياً من نوع خاص ، و ذلك لأن الثقافة الفردية و العائلية و الاجتماعية كلها لها دور ، و التربية لها دور ، و ما يحمله الانسان من الأفكار و القناعات الفكرية لها دور ، و الصداقات لها دور ، و كذلك الأمور النفسية لها دور في ترسيم شخصية الانسان و تعيين نمط سلوكه الفردي و الاجتماعي .

هذا و نحن نتفهم ما تمر به من المتاعب و ما تشعر به من ألم ، و ندعو لك للتغلُّب على هذه المشكلة ، و في نفس الوقت نقترح عليك و ننصحك بما يلي :

1 _ أولاً و قبل كل شيء توكل على الله في معالجة إبنك هذا .

2 _ دع اسلوب المقاطعة و التأنيب و سياسة العصى الحارة في هذه المرحلة .

3 _ اقترب اليه أكثر فأكثر ، أدخل الى قلبه ، تحسس مشاعره و مشاكله و طموحاته ، و ليشعر أنك تريد مساعدته في هذه المرة و استخدم سياسة الجزرة .

4 _ بيِّن له قبح السرقة و مضارها و آثارها الدنيوية و الأخروية .

5 _ إرسم له خطة الوصول الى المستقبل الناجح .

6 _ حسسه بلذة الحصول على لقمة العيش بكد اليمين و عرق الجبين .

7 _ أبعده عن أصدقاء السوء بأفضل الأساليب الممكنة .

8 _ لا تطرده من البيت فإن طرده سيدفعه بالاتجاه الخاطيء أكثر فأكثر ، و قد يوصله الى طريق الا عودة ، بل احتضنه و وفر له الحنان و الاحترام ، و اهتم به جيداً ، و اجعله يشعر بأنك غيرت أسلوبك معه ، و أنك تحترمه و تحاول حل مشكلته بروح أبوية عطوفة و حنونة ، خاصة و أنك قلت بأن ابنك طيب القلب ، فالأرضية الخصبة موجودة لدى ابنك ، و ما عليك إلا أن تبذر البذر المناسب فيها و تقوم برعايتها حتى تثمر جهودك في أقرب وقت إن شاء الله تعالى .

و في الختام نذكرك بأن الدنيا دار بلاء و امتحان ، و ما علينا هو السعي و العمل الدائب و المتواصل في الاتجاه الصحيح حتى نفوز في هذا الامتحان بالصبر و الصمود و العمل وفق التكليف الالهي بدون ملل و ضجر و يأس ، و كان الله في عونك ، و دمت موفقاً ببركة الصلاة على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين ( عليهم السلام ) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى