أمر معاوية بلعن أمير المؤمنين عليه السلام و قتل شيعته و قتل من يروي شيئا من فضائله.
فعن سليم بن قيس قال: قَدُم معاوية بن أبي سفيان حاجا في خلافته فاستقبله أهل المدينة، فنظر فإذا الذين استقبلوه ما فيهم أحد من قريش، فلما نزل قال: ما فعلت الأنصار و ما بالها لم تستقبلني؟
فقيل له: إنهم محتاجون ليس لهم دواب.
فقال معاوية: فأين نواضحهم 1؟
فقال قيس بن سعد بن عبادة و كان سيد الأنصار و ابن سيدها: أفنوها يوم بدر و أحد و ما بعدهما من مشاهد رسول الله صلى الله عليه و آله حين ضربوك و أباك على الإسلام حتى ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ و أنتم كارهون.
فسكت معاوية.
فقال قيس: أما إن رسول الله صلى الله عليه و آله عهد إلينا أنا سنلقى بعده أثَرَة 2.
فقال معاوية فما أمركم به؟
فقال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه.
قال: فاصبروا حتى تلقوه 3.
- 1. النواضح جمع ناضح و هو البعير، قال العلامة الطريحي: نضح البعير الماء: حمله من نهر و بئر لسقي الزرع فهو ناضح، سمي بذلك لأنه ينضح الماء أي يصبه، و الأنثى ناضحة و ساينة أيضا، و الجمع نواضح، و هذا أصله ثم استعمل الناضح في كل بعير و إن لم يحمل الماء، و منه الحديث أطعم ناضحك، أي بعيرك. (مجمع البحرين: 2 / 419).
- 2. الأثرة بفتح الهمزة و الثاء الاسم من آثر يؤثر إيثارا: إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء (مجمع البحرين: 3 / 199).
- 3. الإحتجاج على أهل اللجاج: 2 / 293، لأحمد بن علي الطبرسي، المتوفى سنة: 588 هجرية، الطبعة الأولى سنة: 1403 هجرية، مشهد/ايران.