مقالات

اخترتُ لك من كتب الزيديَّة

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحافظ أبو عبد الله العلوي من أئمَّة الزيدية وعلمائهم، ومنهم من يُعبِّر عنه بالإمام، ومنهم من يُعبِّر عنه بالحافظ، وربما جمع بعضُهم اللَّقبين في عبارة واحدة. وهو مؤلِّف كتاب الجامع الكافي، وكتاب التأذين أو الأذان بحي على خير العمل، وكتاب فضل زيارة الحسين عليه السلام. واسمه ـ مختصراً ـ : محمَّد بن عليِّ بن الحسن العلوي (367 ـ 445 هـ) .

وفيما يلي نذكر هاتين الروايتين من كتاب فضل زيارة الحسين عليه السلام:

الرِّواية الأولى في الصفحتين 38 ـ 39 برقم 10 ، قال: حدَّثنا محمد بن جعفر بن محمَّد التميمي، قال: حدَّثنا أبي، قال: نا محمَّد بن الحسن الطنافسي القزويني، قال: نا محمد بن بسام، قال: نا محمد بن خالد، عن إبراهيم، قال: نا علي بن الحسن مولى عبد الله بن موسى بن جعفر، قال: حدَّثني مفضَّل، عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن عمِّه الحسن بن علي، قال: كنَّا مع أمير المؤمنين أنا وحارث الأعور، فقال: سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: يأتي قومٌ في آخر الزمان يزورون قبر ابني الحسين، فمن زاره فكأنَّما زارني، ومن زارني فكأنَّما زار الله سبحانه وتعالى، ألا من زار الحسين فكأنَّما زار الله على عرشه. أهـ

الرِّواية الثانية في الصفحة 40 برقم 12 ، قال: أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن الحسين بن حاجب قراءةً عليه، قال: نا أبي، قال: نا يونس بن علي القطان، قال: نا بحر الطحان، عن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: قال الحسين بن علي عليه السلام: من زارني بعد موتي زُرتُه يوم القيامة، ولو لم يكن إلَّا في النَّار لأخرجته منها. حدَّثنا ميمون بن علي بن حميد، قال: أنا إسحاق بن محمَّد المقري، قال: حدَّثني محمَّد بن الحسين بن حاجب؛ وجعفر بن محمَّد بن مالك، قالا: نا يونس بن علي القطان، بهذا. أهـ

أقول:

1 ـ إنَّما نقلتُ الرِّواية الأولى لأنَّ بعض الزيديَّة يرمي الاثنا عشرية بعقيدة التجسيم أو الغلوِّ نظراً إلى وجود هذا المضمون في كتب الاثنا عشرية، فأردتُ أن يعلموا أنَّه مروي في كتب الزيديَّة أيضاً.

2 ـ ونقلتُ الرِّواية الثانية لأنَّها تتنافى مع عقيدة الخلود في النَّار لجميع من دخلها، وهي عقيدة يُصِرُّ عليها الزيديَّة خلافاً للأمَّة الإسلاميَّة من السنَّة والشيعة. علماً أنَّها ليست الرِّواية الوحيدة في هذا المجال، بل هناك روايةٌ أصرحُ منها في كتاب الصَّلاة من الأمالي لإمام الزيديَّة أحمد بن عيسى، باب ما يُقال بعد الصلاة وغير ذلك، بسنده عن عليٍّ عليه السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من قرأ في دُبر كلِّ صلاة مكتوبة مائة مرَّة (قل هو الله أحد) ، جازَ الصِّراطَ يومَ القيامة، وهو عن يمينه ثمانيةُ أذرُعٍ، وعن شماله ثمانيةُ أذرُعٍ، وجبريلُ آخذٌ بحُجزته، وهو مطَّلع [وفي نسخة: مُتطلِّع] في النَّار يميناً وشمالاً، من رأى فيها [دخلها] بذنب غير شرك أخرجه. أهـ

هذا باختصار، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

https://chat.whatsapp.com/GaqaJFFGf23GppIuC0IMcm
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى