قال المحقق الكبير آية الله العظمى الشيخ فتح الله النمازي الشيرازي المعروف والمشهور بـ شيخ الشريعة الأصفهاني قدس سره في رسالة (قاعدة الضرر) :
و يعجبني التنبيه على فائدة أخرى يعلم فيها تجرّي الجماعة المخالفين لنا في دينهم وأحاديثهم . فقد بالغ القوم في الثناء على البخاري – صاحب الصحيح – وشدّة احتياطه وتورّعه وأنّ كتابه أصحّ الكتب بعد كتاب اللَّه الكريم، وقد روى هذا المحتاط المتورّع في صحيحه عن هذا الشقيّ المخذول – أعني « سمرة [بن جندب] » – وعن أشباهه من الفسقة الفجرة من الصحابة بالكلَّية المدّعاة عندهم – الثابتة بطلانها وكذبها برواياتهم – من أنّ الصحابة كلَّهم عدول .
بل نقل البخاري عن غير الصحابي من المشهورين بأنواع الفسوق عن مثل « عمران بن حطَّان » مادح ابن ملجم والمثني عليه فيما ارتكبه في الأبيات المشهورة ، وعن مثل « مروان بن الحكم » و « حريز بن عثمان » وأشباههم ، إلَّا أنّه تورّع واحتاط من النقل عن سيّدنا ومولانا الصادق عليه السّلام لتوقّفه وشكَّه في وثاقته وصدق لهجته – العياذ باللَّه – لما بلغه عن يحيى ابن سعيد القطَّان أنّه قال في حقّه عليه السّلام: في نفسي منه شيء ومجالد أحبّ إليّ منه .
ويعجبني ما قيل :
قضية أشبه بالمرزئة *** هذا البخاري إمام الفئة
بالصادق الصديق ما احتجّ في *** صحيحه واحتجّ بالمرجئة
ومثل عمران بن حطَّان أو *** مروان وابن المرأة المخطئة
مشكلة ذات عوار إلى *** حيرة أرباب النهى ملجئة
وحقّ بيت يمّمته الورى *** مغذّة في السير أو مبطئة
إنّ الامام الصادق المجتبى *** بفضله الآي أتت منبئة
أجلّ من في عصره رتبةً *** لم يقترف في عمره سيّئة
قلامة من ظفر إبهامه *** تعدل من مثل البخاري مائة
فلينظر العاقل إلى هذا التعصّب الفاحش من ترجيح القطَّان مجالداً …على مثل الامام الصادق عليه السّلام فيا لها من كلمة تكاد السماوات أن يتفطَّرن لها وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً ! ! !
المصدر: قاعدة لا ضرر ولا ضرار، ص ٦٢.