مقالات

وارث الكرام

الباحث: محمد حمزة الخفاجي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة وعلى آله الطيبين الطاهرين …
وبعد..
ورث الإمام الصادق (عليه السلام) علم النبيين وجميع ما أدخر لهم سبحانه من آيات ومعاجز وبينات وكان عنده مصحف فاطمة والجامعة التي فيها جميع ما يحتاجه العباد[1].
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن عندي سيف رسول الله، وإن عندي لراية رسول الله المغلبة، وأن عندي ألواح موسى وعصاه، وإن عندي لخاتم سليمان بن داود، وإن عندي الطست الذي كان موسى يقرب بها القربان، وإن عندي الاسم الذي كان رسول الله إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة، وإن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل)([2]).
فالأئمة من قريش (عليهم أفضل الصلاة والسلام) فاقوا جميع المنازل والمراتب لانهم ورثة النبي (صلى الله عليه وآله) إذ حازوا علم الأولين والآخرين وكان للصادق (عليه السلام) علما خاصا.
فعن سالم بن أبي حفصة قال: (لما هلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) قلت لأصحابي: انتظروني حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) فأعزيه، فدخلت عليه فعزيته، ثم قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب والله من كان يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلا يسأل عمن بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا والله لا يرى مثله أبدا قال: فسكت أبو عبد الله (عليه السلام) ساعة، ثم قال: قال الله (عز وجل) إن من يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى أجعلها له مثل أحد، فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا كنا نستعظم قول أبي جعفر (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بلا واسطة فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله (عز وجل) بلا واسطة)([3]).

فمن كان لحمه لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودمه دمه كان أولى من غيره في هذا الامر فنسال الله بحق صادق القول والفعل أن يمن علينا ببركة دعائه وأن يرزقنا حسن العاقبة والتوفيق في الدنيا والآخرة.

الهوامش:
[1] – ينظر بحار الأنوار: 47 / 26.
[2])) الاحتجاج، الطوسي: 2/ 133- 134.
[3])) مستدرك الوسائل: 7/ 168.

المصدر: http://inahj.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى