مقالات

ما هو الظَّفر؟

البَاحِث: سَلَام مَكِّيّ خضيّر الطَّائِي.

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الخلق والمرسلين، أبي القاسم مُحَمَّد وآله الطَّاهرين، واللَّعن الدَّائم على أعدائِهم إلى قيامِ يومِ الدِّين…

أمَّا بعد…

فإنَّ (الظَّفر): هو الفوز، والجميع اليوم يود أن يظفر بالأشياء وينالها، ويتغلب عليها[1]، ولكن هناك من يظفر بالخير والشَّيء الإيجابي، وهناك من يظفر بالشرّ والسّوء أو بالشيء السّلبي.

فلابد لمن أراد أن يسير في الطَّريق المستقيم يريد به أن ينال الفوز والظَّفَر بالخير والصَّلَاح، أن يتحقق مطلبه ويظفر بما يريده ويودّه، إذ روي عن أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب (صلوات الله تعالى وسلامه عليه): (ظَفِرَ بالخير من طَلَبَهُ)[2].

ومن أراد أن ينال الحصول على الذي وعد الله تعالى ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾[3]، بـ ﴿أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾[4]، ويفوز بتلك الجنان وينالها بكل جدارة، فعليه أن يعرض عن الدّنيا وزخرفها وزينتها، وتأكيدًا لما تقدَّم، ما روي عن سيِّد البُلَغاء الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام)، إنَّه قال: (ظفر بجنة المأوى من أعرض عن زخارف الدنيا)[5]، فنوال الخير والفوز بجنَّات النَّعيم يوم الورود، هذا يُعدّ من الظَّر الإيجابي، على عكس من يُريد الظَّفر بالأشياء السّلبيَّة، ويمكن أن نقول: أنَّ من تعلَّق بحبّ الدّنيا، وانحرف عن جادَّة الطَّريق المُستقيم، ولم يراعِ حدود الدِّين، ويتّبع أهواءه، فهذا أصبح متقلّدًا للشّرِّ، ولابد له من أن يظفر به، كما رُويَّ عن الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام)، إنَّه قال: (ظَفِرَ بالشَرّ مَن رَكِبَهُ)[6]، وهذا ما يسعنا أن نتكلَّم عن تعريف (الظَّفر)، ونوعيه بشكلٍ مختصر، وأن الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلَاةِ والسَّلَام على أشرف الأنبياء والمُرسلين، أبي القاسم مُحَمَّد وآله الأطهار، واللَّعن الدَّائم على أعدائِهم ما بقيت وبقي اللَّيل والنَّهار، إلى قيامِ يومِ الدِّين…

الهوامش:

[1] العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي:8/158.

[2] غُرر الحكم ودُرر الكلِم، عبد الواحد الآمدي التميمي: 186.

[3] سورة البقرة، الآية: 25.

[4] سورة البقرة، الآية: 25.

[5] عيون الحكم والمواعظ، عليّ بن مُحمَّد اللَّيثي الواسطي: 323.

[6] غُرر الحكم: 186.

المصدر: http://inahj.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى