مقالات

فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ..

نص الشبهة: 

قال تعالى:﴿ … ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ … ﴾ مع أن المناسب أن يقول: فسواها، لأن الضمير يرجع إلى السابق، والسابق هو كلمة(السَّمَاء)؟ ولماذا لم يقل: خلقهن؟‍

الجواب: 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
فإن الضمير الذي يرجع إلى ما تقدمه قد يلاحظ فيه ما سبقه، فيذكر، ويؤنث، ويفرد، ويجمع تبعاً له.. وقد يلاحظ فيه ما يأتي بعده فيذكر أيضاً، ويؤنث، ويفرد ويجمع تبعاً له أيضاً.. بل قيل إن ملاحظة ما يأتي بعده أولى..
وأما لماذا لم يقل: خلقهن، فلأن الخلق يستعمل تارة في الإبداع والإيجاد لأصل الشيء، وتارة في إيجاد الشكل والصورة وإعطاء الهيئة..
وحيث إن المقصود في مورد الآية هو الثاني، فإنه لم يأت بكلمة «خلقهن»، لأنها لا تأبى عن الانطباق على هذين المعنيين، بل جاء بكلمة﴿ … فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ … ﴾ 1التي لا تحتمل سوى معنى واحد، وهو التصرف في الهيئة والصورة، والخصوصية، وهو جعلها سبع سموات..
والحمد لله رب العالمين 2.

  • 1. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 29، الصفحة: 5.
  • 2. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، للسيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثانية»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (137).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى