مقالات

الرد على الشبهات…

نص الشبهة: 

تناقشت مع أحدهم عن حديث بما معناه : أن أهل البيت عليهم السلام منزَّهون عن الربوبية «قولوا فينا ما شئتم» ، فأشكل علينا : هل يجوز أن نقول إن الأئمة عليهم السلام أنبياء ؟!!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن المراد بقوله : « قولوا فينا ما شئتم » . . هو الاعتقاد بأنهم عليهم السلام حاملون لمراتب الفضل والكمال ، واصلون إلى منازل القرب عند الله . .
وليس المقصود هو إعطاؤهم المناصب والمهمات ، والتكاليف والمسؤوليات ، فإن النبوة عبارة عن منصب وتكليف بمهمة ، وحمل مسؤولية . وهذا المنصب وإن كان إنما يعطى لمن حاز مراتب الفضل ، لكن ليس بالضرورة أن يكون كل من حاز مراتب الفضل وكلِّف بمهمة ، وحمِّل مسؤولية ، جعل له منصب بعينه . .
فإن السيدة الزهراء عليها السلام قد حازت مراتب عالية من الفضل ، وكلِّفت بمهمات ، وحمِّلت مسؤوليات ، ومع ذلك لم تعط منصب النبوة ولا الإمامة ، كما أن الإمام علياً عليه السلام هو نفس النبي لكنه ليس نبياً . .
وبعبارة أخرى : إن الحديث الشريف الذي يقول : لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ ، آدم فمن دونه . . يدل على أن الأنبياء عليهم السلام ، حتى النبي إبراهيم ، والنبي موسى ، والنبي عيسى ، عليهم السلام ، ليسوا أكفاء لفاطمة عليها السلام ، أي ليسوا في مقامها ، لكن ذلك لم يوجب أن يكون لها منصب النبوة ، أو منصب آخر فوق ذلك ، أو دونه . . فإن للمناصب مقتضياتها وشرائطها ، وموانعها . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1 . .

  • 1. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة العاشرة » ، المركز الإسلامي للدراسات ،الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (591) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى