
المعنى : أَفَمَنِ اِتَّبَعَ رِضْوٰانَ اَللّٰهِ كَمَنْ بٰاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اَللّٰهِ الظاهر أنّ المراد من الإستفهام ليس مجرّد إنكار التشابه و التسوية بين الفردين بل المراد الترغيب فى الإقتداء بمن اتّبع رضوان اللّه بعد معرفته و التحذير عمّن باء بسخط اللّه كذلك بدليل قوله: هُمْ دَرَجٰاتٌ لأنّ كلّ إنسان بحسب الفطرة يحبّ النيل إلى الدرجة الأعلى.
«و الاتّباع هنا بمعنى التطلّب: شبّه حال المتوخّي بأفعاله رضي اللّه ، بحال المتطلّب لطلبة فهو يتبعها حيث حلّ ليقتضها و في هذا التشبيه حسن التنبيه على أنّ التحصيل على رضوان اللّه تعالى محتاج إلى فرط الإهتمام و فى فعل باء من قوله: كَمَنْ بٰاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اَللّٰهِ تمثيل لحال صاحب المعاصي بالذي خرج يطلب ما ينفعه فرجع بما يضرّه أو رجع بالخيبة.»
و الأسوة فى اتّباع رضوان اللّه رسوله المكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،
روي عن علي أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و نشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله ، خاض إلى رضوان اللّه كلّ غمرة و تجرّع فيه كلّ غصّة و قد تلوّن له الأدنون و تألّب عليه الأقصون و خلعت إليه العرب أعنّتها و ضربت إلى محاربته بطون رواحها حتّى أنزلت بساحته عداوتها من أبعد الدار و أسحق المزار.»
ثمّ قال: وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ لأنّ من باء بسخط اللّه أبعد نفسه عن رحمته حتّى ألقيها فى جهنّم و يكفي فى سوء عاقبته أنّ اللّه تبارك و تعالى وصفها بقوله: وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ ثمّ قال: هُمْ دَرَجٰاتٌ عِنْدَ اَللّٰهِ وَ اَللّٰهُ بَصِيرٌ بِمٰا يَعْمَلُونَ في الجنّة درجات و في النار دركات و الضمير راجع إلى تابعي رضوان اللّه و ذكر الدرجات دون الدركات من باب التغليب و حمل الدرجات على الذوات فى قوله: هُمْ دَرَجٰاتٌ إمّا حمل ذوهو بمعنى هم ذو الدرجات أو من باب المبالغة كقولهم زيد عدل أو من باب الحقيقة إذا رجع الضمير إلى الحجج المعصومين عليهم السّلام بما أنّهم نفس تلك الدرجات.
البشرى في معاني القرآن (شهاب الدين ذوفقاري)
ج ٤ ص ١٨٩.
_ #مدرسةأهل_البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT