مقالات

شبهة وردّها…

نص الشبهة: 

هل أن إسمي الخراساني وشعيب اسمين رمزيين لا حقيقيين؟

الجواب: 

أما الخراساني فليس فيه مجال للرمزية لأن الروايات لم تذكر اسمه ، نعم يمكن القول إن نسبته إلى خراسان لا تعني بالضرورة أن يكون من محافظة خراسان الفعلية ، فإن اسم خراسان والنسبة إليها يستعمل في صدر الإسلام بمعنى بلاد المشرق ، التي تشمل إيران والمناطق الإسلامية المتصلة بها ، التي كانت تحت الإحتلال الروسي ، فقد يكون هذا الخراساني من أبناء أي منطقة منها ، ويصح تسميته الخراساني .
كما لا يفهم من مصادر الدرجة الأولى عندنا أنه سيد حسني أو حسيني ، كما تقول مصادر السنيين .
***
وأما شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب ، فتذكر الروايات أوصافه ، وأنه شاب أسمر نحيل ، خفيف اللحية ، وأنه صاحب بصيرة ويقين ، وتصميم لا يلين ، ورجل حرب من الطراز الأول ، لا ترد له راية ، ولو استقبلته الجبال لهدها واتخذ فيها طرقاً . . الخ . ومن المحتمل أن يكون اسمه رمزياً من أجل المحافظة عليه حتى يظهر أمر الله فيه ، وأن يكون اسمه واسم أبيه مشابهين لشعيب وصالح ، أو بمعناهما .
وتذكر بعض الروايات أنه من أهل سمرقند التي هي الآن تحت الإحتلال الروسي ، ولكن أكثر الروايات تذكر أنه من أهل الري ، وأن له علاقة ببني تميم ، أو من تميم محروم ، وهم فرع من بني تميم ، أو أنه مولى لبني تميم . وإذا صح ذلك ، فيمكن أن يكون أصله من جنوب إيران حيث توجد إلى الآن عشائر من بني تميم ، أو من بني تميم الذين استوطنوا من صدر الإسلام في محافظة خراسان ، وذاب أكثرهم في الشعب الإيراني ، وبقي منهم إلى اليوم بضعة قرى قرب مشهد يتكلمون العربية ، أو تكون له علاقة نسبية بهم .
ومنها ، السؤال عن وقت ظهورهما ، وقد تقدم في أول هذا الفصل أن المرجح أن يكون في سنة ظهور المهدي عليه السلام ، مقارناً لخروج السفياني واليماني ، وإن كان من المحتمل صحة الرواية التي تقول : ( يكون بين خروجه ـ أي شعيب ـ وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً ) . ( ابن حماد ص84 ) ، فيكون ظهورهما قبل ظهور المهدي عليه السلام بنحو ست سنوات .
أما المدة بين بداية دولة الممهدين الإيرانيين وبين ظهور الخراساني وشعيب ، فهي غير محدودة في الروايات كما ذكرنا ، ما عدا بعض الإشارات والقرائن التي تصلح دليلاً على التحديد الإجمالي .
منها ، ما ورد عن قم وما يحدث لها من موقع ديني وفكري عالمي ، وأن ذلك يكون ( قرب ظهور قائمنا ) 1 .
وما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام من قوله : ( أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر ) 2 ، الذي يدل على أن المدة بين ظهوره عليه السلام وبين قيام دولة أهل المشرق ، لا يزيد عن عمر إنسان .
ومنها ، حديث : ( أتاح الله برجل منا أهل البيت ، يشير بالتقى ، ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا ، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه ، ثم يأتينا الغليظ القصرة ، ذو الخال والشامتين الحافظ لما استودع يملؤها عدلاً وقسطاً ) 3 والذي يدل على بداية دولة أنصار المهدي عليه السلام أولاً على يد سيد من أبناء أهل البيت عليهم السلام ، وأنه يكون بعده قبل ظهور المهدي عليه السلام شخص أو أكثر ، لأن الحديث ناقص كما ذكرنا ، فيكون الخراساني في آخر من يحكم إيران قبل المهدي عليه السلام ، والله العالم .
والسؤال الأخير عن الخراساني ، هل يكون مرجع تقليد ، أم يكون قائداً سياسياً إلى جانب المرجع ، كرئيس الجمهورية مثلاً ؟
فالذي يبدو من أحاديثه أنه القائد الأعلى لدولة أهل المشرق ، ولكن يبقى احتمال أن يكون قائداً سياسياً بإمرة المرجع والقائد الأعلى ، أمراً وارداً ، والله العالم 4 .

  • 1. البحار : 60 / 213 .
  • 2. البحار : 52 / 243 .
  • 3. البحار : 52 / 269 .
  • 4. عصر الظهور ، العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي ، الطبعة السابعة عشر ، سنة 1427 ، ص 217 ـ 220 .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى