مقالات

بين الرحمة والعذاب…

رجاء

اللهمَّ لا تكِلْني إلى نفسي فأعجز عنها.
ولا إلى النَّاس فيظفروا بي.
ولا تُخيِّبْني وأنا أرجوك.
ولا تُعذِّبْني وأنا أدعوك.

ميزان خاطىء

كثيراً ما يَتَمتْرس المقيمون على معصية ما، خاصة إذا كانت مُعْلَنةً أو مجاهراً بها… بقولهم:
إنَّ الله غفورٌ رحيم!

وهم بذلك يتهاونون فيما يفعلونه، بل ربَّما يُبرِّرونه، بل رُبَّما يُؤكِّدون عدم توبتهم أو أنَّهم يتمادون في ما هم عليه!
ولو أنصف هؤلاء أنفسهم، وكانوا صادقين، لذكروا أنَّ الله شديد عقاب أيضاً، إلى جانب أنَّه غفورٌ رحيم .
قال الله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ 1.
فإلى متى يبقى الاستخفاف والتبرير شائعين، إتكالاً على «بعض الكتاب» وإغفالاً «للبعض الآخر»؟
فكما أنَّ الشاهد سبحانه هو الحاكم، كذلك الغفور الرحيم هو شديد العقاب.
إنَّ بعض الناس يُصيبهم الغرور فيظنون أنَّهم مهما فعلوا من المعاصي، فإنَّ عفو الله تعالى ينتظرهم، فيتمادون فيما هم عليه، ويتحرُّون تبريرات واهية وحججاً باطلة، ويستخفُّون بالموعظة والوعيد… حتَّى يُدركهم الأجل الذي لا بدَّ مدركهم بغتة وهم لا يشعرون.
وساعتئذٍ لن يجدوا إلاَّ ما قدَّموا، ولن يحصدوا إلاَّ ما زرعوا… فتكون ﴿ … أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ 2.
هؤلاء ﴿ … نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴾ 3.

غضبه لا يمنع رحمته، ورحمته لا تمنع غضبه

عدالة الله عزَّ وجلَّ، التي نؤمن بها، تعني لنا:
أنَّ ربَّنا لا يظلم أحداً.
فهو سبحانه جعل نتيجة موازية وحصيلة آتية لكل فعل، فالحلال وراءه حساب، والحرام وراءه عقاب، فهو تعالى يرضى عند الطاعة، ولا يُنتظر منه غير ذلك، ويغضب عند المعصية، ولا يُنتظر منه غير ذلك.
قال تعالى: ﴿ … لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴾ 4.
وقال جلَّ جلاله: ﴿ … إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ 5 .
والمنصف المتأمل يرى أنَّ عقابه سبحانه عدل ورحمة ورأفة بالعباد كي لا ينقادوا في ما يُجْلب النِّقم .
قال أمير المؤمنين : «إنَّ الله سبحانه وضع الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته، زيادة (منعاً لهم عن المعاصي) لعباده عن نقمته، وحياشةً لهم إلى جنَّته (جاءه من كل جانب ليسوقه إلى الجنَّة)»   6.
وورد أيضاً في صفاته جلَّ في ملكه: «لا يشغله غضبٌ عن رحمة، ولا تُولِهُهُ رحمةٌ عن عقاب» 7.
سبحانه وتعالى، غضبه لا يمنع رحمة، ورحمته لا تحجب غضباً .

سبعة عشرة مرَّة!

سيقول قائل: لا تُقنِّطوا الناس من رحمة الله، ونقول له: وصلنا إلى مرحلة يأمن فيها الكثيرون من غضب الله تعالى فيتجاهر بل يتفاخر بالإصرار، متناسياً أنَّ غضب الله سبحانه هو عديل رحمته، فكما لا يجوز تيئيس الناس، كذلك لا يجوز إغراؤهم .
تبقى معلومة يجب أن تُعلم وتُنشر : هل نعلم أنَّه ذُكر في القرآن الكريم أنَّ الله سبحانه ﴿ … شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ 8 و ﴿ … سَرِيعُ الْعِقَابِ … ﴾ 9  ﴿ … وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴾ 4 حوالى سبعة عشرة مرَّة؟!
هذا عدا عن صِيَغٍ مختلفة تُناسب المضمون، من قبيل ﴿ … فَحَقَّ عِقَابِ ﴾ 10 و ﴿ … فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ 11 .
التجرؤ على الله سبحانه
أصبحت لدينا طبقة تتجرَّأ على الله سبحانه في إقدامها على المعاصي، وبعضها يقوم بذلك في مناسبات أو ستار ديني، «ومَنْ أصرَّ على ذنبه إجترأ على سخط ربِّه» 12.
والتجرؤ هو من الوقاحة المستوجبة للغضب الإلهي، وأمَّا المُشفِق الخائف، فهو الذي يرجو رحمة ربِّه.
فتعالى اللَّهُ من قوي ما أحلمه، واغترَّ عبدٌ فقيرٌ من ضعيفٍ ما أجرأه!
وأثناء كتابة هذه الكلمات نقلت جريدة «الأخبار» في 5/10/2007 عن أحد النواب الأمريكيين عن ولاية «نيبراسكا»، نقلت مطالبته بمحاكمة «الله» (نعوذ بالله من غضبه) مُحملاً إيَّاه مسؤولية الإرهاب والفيضانات والأعاصير والزلازل والجوع وقتل الملايين!!!
إلى هذا المستوى وصلت الوقاحة والجرأة في زمن التقدُّم والحضارة!

العقوبة

فمعنى العقوبة والمعاقبة يختص بالعذاب، وأصلها في المعنى «العَقِب»، وهو مؤخَّر الرِّجل.
وعقيب الشيء، وعاقبة الأمر، ما يلي من آخره.
و«التعقيب» هو الإتيان بشيء بعد شيء، كتعقيبات الصلاة مثلاً.
«ومعاقبة الغير» أن تأتي بما يسوؤه بعد أن أتى أو فعل أو قال ما يسوؤك، فهي المجازاة والمكافأة بالعذاب، أو إذا شئت قُلْ هي معاملة بالمثل.
قال الله ربِّي جلَّ جلاله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ … ﴾ 13.
فما من عقاب توعَّده الله سبحانه عباده إلاَّ نتيجة سوءٍ صدر عنهم، فخيره عزَّ وجلَّ نازل، وشرّنا إليه صاعد.
ولا يكون العقاب لأهل الطاعة والخير.
وأمَّا أهلُ الضلال والانحراف من أهل الدُّنيا الذين يتوغَّلون في غفلتهم، ويستغرقون في المعاصي والذُّنوب، بظنِّهم أنَّهم ينالون جاهاً وعزَّة… فهؤلاء لا يُقيمون وزناً إلاَّ لحطام الدُّنيا الزائل، ولا يُؤمنون بالوعد والوعيد وأخبار النُّبوَّة من البعث والحساب والجنَّة والنَّار.
إنَّ هذه النوعية من البشر، هي نوعية مغرورة بما يُعامل به اللَّهُ الإنسان على غفلته وظلمه.
قال الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ 14.
ومن جملة الغرور الذي يحسن بالمؤمن الفَطِن التنبُّه منه واجتنابه، اعتقاده بالعفو والرحمة دون غيره، فيأخذ بالرجاء ويُهمل الخوف، مع أنَّ الإيمان لا يكتمل إلاَّ بهما .
ورد في دعاء الافتتاح: «وأيقنت أنَّك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشدُّ المعاقبين في موضع النَّكال والنَّقمة…».

وهو العفوُّ الغفور

وأما عفو الله عزَّ وجلَّ وتجاوزه عن الخطيئة وصفحه عن الظلم وستره على قبيح العمل وحلمه عن كثير الجرم وتعمُّد الخطأ… كل هذا لا ينبغي أن يكون سبباً للطمع والتمادي .
وكذلك تحبُّب الله عزَّ وجلَّ وتودُّده لا يجوز أن يُقابل بالتباغض والاستعلاء معاني وردت في دعاء الافتتاح. .
سبحانه هو ربِّي الكريم «لا يزداد على كثرة الذُّنوب إلاَّ عفواً وصفحاً».
هذا هو
وهذا شأنه
وهذا قدسه
سبحانه
الغني الذي ليس فوقه إلهٌ يُخشى، وليس دونه مَلِكٌ يُتَّقى، وليس له وزيرٌ يُؤتى، وليس له حاجبٌ يُرشى، ولا يزداد على كثرة السؤال إلاَّ كرماً وجوداً من الدُّعاء بعد صلاة فاطمة في مفاتيح الجنان، ص79. .
سبحانه هو العوَّاد على الخطَّائين بعد عكوفهم على المحارم، يجود عليهم بالعفو والمغفرة.

لمن تكون الرحمة؟

الرحمة الإلهيَّة التي تشمل المؤمن والكافر، المتدين وغيره، المطيعِ وغيره… إنَّما هي سُبُل رحمة الله سبحانه التي يُبيِّنها للعباد جميعاً لِيَلِجوا بها (وهي جملة الطاعات والقربات… وبديهي أن لا تكون المحرمات والمنكرات).
وقد يفعلون وقد لا يفعلون، بل قد يُخالفون، بل قد يمتطون الموبقات ولا يتوبون…
فكيف لهؤلاء أن يتكلَّموا عن ضمانهم للرحمة ولم يسلكوا مسالكها؟!
كل هذا بالنسبة «للرَّحمن»… أمَّا «الرحيم» فهي تبيان سبيل الرحمة الخاصة بالمؤمن لسعادة آخرتهم ولقاء ربِّهم.
فهل راكب المنكر والقائم على الحرام والمُغْضب لربِّه تعالى والمتهاون بحقه والمتجاهر بذلك… والمتحدِّي، أو المستنكف عن الأَوْبة والهارب من التوبة… والمستخف بعقاب الله عزَّ وجلَّ… هل هذا ممَّن يَعِدُ نفسه بآثار وبركات «الرحيمية» الإلهيَّة؟
قال الله ربِّي عزَّ وجلَّ: ﴿ … وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ … ﴾ 15.
فَسِعتُها لكل شيء، بمعنى إظهارها وتبيانها، بداهة أن تُتَّبع وتُسلك ليحصل الفوز.
وأمَّا المتقون الذين ستكتب لهم، فلهم طُرُقهم ومناهجهم في الحياة، ومن أبسطها، اجتناب معصية الله عزَّ وجلَّ.
ثمَّ بعد كل هذا، صحيح لقائل أن يقول: إنَّ الله غفورٌ رحيم.
سبحانك اللَّهمَّ وبحمدك… بتوفيقك يفوز الفائزون، ويتوب التائبون، ويعبدك العابدون،
وبتسديدك يصلح الصالحون المحسنون المخبتون، العابدون لك، الخائفون منك…
وبخذلانك خسر المبطلون وهلك الظالمون، وغفل الغافلون.
نعوذ بالله تعالى من الخسارة والظلم والغفلة.
﴿ … لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا * وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴾ 16.

الطريق إلى العفو والمغفرة

والمقصود بالعفو الذي يُنسب إلى الله تعالى، هو أخذ ما عند العبد من ذنب، وتركه بلا ذنب.
وأمَّا المغفرة (وهو الستر)، فبعد أخذ الذنب، يُستر عليه فلا يظهر ذنب المذنب، لا عن نفسه ولا عن غيره 17.
قال الله ربِّي جلَّ جلاله: ﴿ … وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا … ﴾ 18 .
وقال سبحانه: ﴿ … وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ 19 .
ومَنْ أراد نيل العفو الإلهي والمغفرة، لا مفرَّ له من التقرُّب والزلفى، تعقبها التوبة وعتاب النفس والمؤاخذة، وليُعرض عن الانحراف.
قال الله سبحانه: ﴿ … وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ … ﴾ 20 .
فلا بدَّ من المبادرة من العبد لإزالة المانع ورفع المنافي لينال العفو والمغفرة.
فالشرك موت والمعاصي ظلمات ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ 21.
فَمَنْ لم يسلك مسلك التائبين المعتذرين، لا حياة له ولا نور، والمؤمن المغفور له، له حياة ونور بفضل سلوك طريق المغفرة.
قال الله سبحانه: ﴿ … نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا … ﴾ 22 .
فهل يستوي المؤمنون الملتزمون مع غيرهم؟
وهل التائبون كغيرهم؟
وهل المعتذرون كغيرهم؟
وهل أهل الإصرار والاعتداد، الغافلون عن أنَّ الله تعالى شديد العقاب… هل يُعْتبرون كغيرهم؟!
الأكيد أنَّ هؤلاء ليسوا كهؤلاء… لا يستوون.
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا … ﴾ 23 ؟!
هل الذي ينال الرضى الإلهي، كغيره من الغافلين المتكبرين؟
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ 24.
وبعد كل هذا، بات واضحاً أين هي طريق العفو والمغفرة.
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ … ﴾ 25 .

سبيل رحمة الله تعالى

مَنْ رجى رحمة الله وطمع بها، سعى إليها بما يوجبها ليفوز بها.
قال أمير المؤمنين في وصية له طويلة عن أنَّ المتكبرين لا ينالون أجر المتواضعين… إلى أن يقول وكقاعدة عامَّة: «وإنَّما المرءُ مَجْزيٌ بما أسلف، وقادم على ما قدَّم» 26.
أمَّا صاحب الرجاء الكاذب فقد «كذب، والله العظيم، ما باله لا يتبيَّن رجاؤه في عمله؟!» 27.
والعجب أن لا يظهر هذا الرجاء في صُنْعه، والأعجب أنَّه «إنْ هو خاف عبداً من عبيده، أعطاه من خوفه ما يُعْطي ربَّه، فجعل خوفه من العباد نقداً، وخوفه من خالقه ضماراً ووعداً (ما لا يُرْجى تحصيله من الوعود والديون)» 27.

المؤمن الحق بين الخوف والرجاء

المؤمن الصادق هو المتفكِّر دائماً بما مضى من عمل، وبما يأتي، فهو على حذر دائم من انقضاء عمره دون أن يترك أثراً صالحاً وتوبة نصوحة.
فهو «لا يُصبح إلاَّ خائفاً، وإن كان محسناً،
ولا يُمْسي إلاَّ خائفاً، وإن كان محسناً،
لأنَّه بين أمرين:
بين وقت قد مضى، لا يدري ما الله صانعٌ به،
وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يُصيبه من الهلكات 28.
وهو، وإنْ اتَّكل على سعة رحمة الله، فعمل قليلاً، إلاَّ أنَّه لو علم قدر غضب الله لظنَّ بأن لا ينجو مضمون حديث شريف. .
وعن الإمام الباقر : «إنَّه ليس من عبد مؤمن إلاَّ وفي قلبه نوران: نور خيفة، ونور رجاء، لو وُزن هذا لم يزد على هذا، ولو وُزن هذا لم يزد على هذا» 29.
فهو في خوفه كالمشرف على النَّار، وفي رجائه كأنَّه بات من أهل الجنَّة مضمون حديث عن الإمام الصَّادق .
وبكلمة واحدة لكل ما تقدَّم، هي قوله سبحانه: ﴿ … يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ … ﴾ 30.

  • 1. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 98، الصفحة: 124.
  • 2. القران الكريم: سورة النور (24)، الآية: 39، الصفحة: 355.
  • 3. القران الكريم: سورة الفرقان (25)، الآية: 18، الصفحة: 361.
  • 4. a. b. القران الكريم: سورة فصلت (41)، الآية: 43، الصفحة: 481.
  • 5. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 167، الصفحة: 172.
  • 6. نهج البلاغة، الحكمة 368.
  • 7. نهج البلاغة، الخطبة 195.
  • 8. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 13، الصفحة: 178.
  • 9. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 165، الصفحة: 150.
  • 10. القران الكريم: سورة ص (38)، الآية: 14، الصفحة: 453.
  • 11. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 5، الصفحة: 467.
  • 12. راجع ميزان الحكمة، ج3، الحديث 5268.
  • 13. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 126، الصفحة: 281.
  • 14. القران الكريم: سورة فاطر (35)، الآية: 5، الصفحة: 435.
  • 15. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 156، الصفحة: 170.
  • 16. القران الكريم: سورة الكهف (18)، الآية: 58 و 59، الصفحة: 300.
  • 17. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج4، صفحة 54 من بحث مفصَّل حول العفو والمغفرة في القرآن الكريم.
  • 18. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 286، الصفحة: 49.
  • 19. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 99، الصفحة: 94.
  • 20. القران الكريم: سورة التغابن (64)، الآية: 11، الصفحة: 557.
  • 21. القران الكريم: سورة النور (24)، الآية: 40، الصفحة: 355.
  • 22. القران الكريم: سورة التحريم (66)، الآية: 8، الصفحة: 561.
  • 23. القران الكريم: سورة السجدة (32)، الآية: 18، الصفحة: 416.
  • 24. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 122، الصفحة: 143.
  • 25. القران الكريم: سورة الكهف (18)، الآية: 57، الصفحة: 300.
  • 26. نهج البلاغة، كتاب 21.
  • 27. a. b. نهج البلاغة، الخطبة 160.
  • 28. بحار الأنوار، ج70، ص382.
  • 29. الكافي الشريف، ج2، ص67.
  • 30. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 9، الصفحة: 459.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى