مقالات

الصدق…

ما أكثر الأفراد الذين التزموا الصدق، في المواقع الحرجة، والمآزق الشديدة؛ وكان ذلك سبب خلاصهم.
لا يجهل أحد، مدى الجرائم التي قام بها الحَجَّاج بن يوسف الثقفي، والدماء التي أراقها بغير حَقٍّ.
وفي يوم مِن الأيَّام، جيء بجماعة مِن أصحاب عبد الرحمان مأسورين، وكان قد صمَّم على قتلهم جميعاً، فقام أحدهم واستأذن الأمير في الكلام، ثمَّ قال:
إنَّ لي عليك حَقَّاً! فأنقذني وفاءً لذلك الحَقَّ.
قال الحَجَّاج: وما هو؟
قال: كان عبد الرحمان يسبُّك في بعض الأيَّام، فقمت ودافعت عنك.
قال الحَجَّاج: ألك شهود؟
فقام أحد الأُسارى وأيَّد دعوى الرجل، فأطلقه الحَجَّاج، ثمَّ التفت إلى الشاهد، وقال له: ولماذا لم تُدافع عنِّي في ذلك المجلس؟
أجاب الشاهد ـ في أتمِّ صراحة: لأنِّي كنت أكرهك.
فقال الحَجَّاج: أطلقوا سراحه لصدقه 1.

  • 1. القَصص التربويَّة عند الشيخ محمَّد تقي فلسفي، للطيف الراشدي، دار الكتاب الاسلامي، الطبعة الاولى 2004 م.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى