مقالات

آية الله…

نص الشبهة: 

قال: والغريب أن كل عالم دين شيعة اعتبر نفسه آية الله، أريد أن اعرف من أعطاهم لقب آية الله؟

الجواب: 

أنا قلنا لك فيما سبق: (إن كل إنسان هو آية من آيات الله تعالى)، وعليه فلا حاجة لأن يعطى شخص هذا الوصف؛ لأنه وصف ثابت لكل أحد، و لك أنت أن تعتبر نفسك أيضاً آية من آيات الله تعالى، فلن يجادلك في ذلك عاقل منصف.
إذن فإطلاق آية الله على أي شخص ليس بغريب كما توهمت، إنما الغريب هو وصف ابن تيمية بأنه شيخ الإسلام، مع أن ابن تيمية كفره كثير من علماء أهل السنة، ومنهم ابن حجر المكي، حيث قال فيه: ابن تيمية عبد خذله الله، وأضله، وأعماه، وأصمه، وأذله، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله، وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي، وولده التاج، والشيخ الإمام العز بن جماعة، وأهل عصرهم، وغيرهم من الشافعية، والمالكية، والحنفية، ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية، وبل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما كما يأتي. والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، بل يرمى في كل وعر وحزن، ويعتقد فيه أنه متبدع ضال، ومضل، وجاهل غال، عامله الله بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله ، آمين 1.
وقال: وما زال يتتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره، ففسقوه، وبدّعوه، بل كفره كثير منهم 2.
وقال في معرض جوابه على عقائد الحنابلة وعقائد الإمام أحمد بن حنبل: وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه، وأضله الله على علم، وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود، وتعدوا الرسوم، وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة، فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم، وليسوا كذلك 3.
قلت: إذا كان ابن تيمية قد كفره وفسقه أبناء مذهبه، وبدَّعوه وحكموا بضلاله، فكيف يجوز لكم أن تسموه شيخ الإسلام، فمن أعطاه هذا اللقب يا أخي العزيز؟
قال: أهل البيت والصحابة ما لقبوا بآية الله، وما كانوا آيات لله، بل كانوا مؤمنين وصالحين. الله يقول في القرآن : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ … ﴾ 4، يعني لا بد أن نكون مؤمنين، ونعمل الصالحات حتى نبتعد عن عذابه، وننال رضاه عز وجل.
والجواب : أن النبي صلى الله عليه وآله وكل أصحابه لم يلقبوا بشيخ الإسلام، ولم يلقبوا بالألقاب الأخرى التي جعلتموها لعلماء مذهبكم: كالإمام أو الحافظ، أو ما شاكلهما من الألقاب الأخرى.
ثم إن أهل البيت هم أئمة الدين ، ولقب (آية الله) دون لقب (إمام) بمراحل، وأنت استكثرت على علماء الشيعة لقب (آية الله) الذي يجوز إطلاقه على كل أحد كما أوضحنا، ولم تستكثر إطلاق لقب (الإمام) أو (الحافظ) على كثير من علماء مذهبك، كما لم تستكثر إطلاق لقب: (شيخ الإسلام) على ابن تيمية، فلا أدري لم تكيل بمكيالين ، وتنظر بعين واحدة فقط ؟!
قال: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (كفى بالمرءِ كَذِباً أنْ يُحدِّثَ بِكُلَّ ما سمِعَ)، والأخطر من ذلك قول الرسول: من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، ولكن ﴿ … لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا … ﴾ 5 . ويكفيك قول الله تعالى: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا … ﴾ 6.
والجواب: أنا لا نختلف معك في هذه الآيات الشريفة، وإنما نختلف معك في تطبيقها ، فهل تنطبق علينا أو على غيرنا؟ هذا هو ما تحتاج أنت إلى معرفته بالدليل الصحيح !!
وإذا كنت تزعم أنها تنطبق على الشيعة فتحتاج إلى إثبات ذلك بالدليل الصحيح، لا بالدعاوى التي لا قيمة لها 7 .

  • 1. الفتاوى الحديثية : 114 .
  • 2. نفس المصدر: 115 .
  • 3. المصدر السابق : 203 .
  • 4. القران الكريم: سورة البروج (85)، الآية: 11، الصفحة: 590.
  • 5. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 179، الصفحة: 174.
  • 6. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 82، الصفحة: 121.
  • 7. كتب الشيخ آل محسن هذه الإجابة لأسئلة قال عنها: ” تلقينا بعض المسائل من شخص متحامل على مذهب الشيعة ، يظهر أنه لم يطلع جيداً على مذهب الشيعة الإمامية، وتلقى ما يثار حول مذهب الشيعة وصدق تلك الأكاذيب من دون تحقيق وتثبت” و قد نشرت هذه الإجابة في الموقع الرسمي لسماحته .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى