هنا يرد سؤالان:
١-هل الآية «إنّما أنت منذر…» جواب للكفّار؟
كيف يمكن لجملة إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ أن تكون جوابا للكفّار عند طلبهم المعجزة؟
الجواب: بالإضافة إلى ما قلناه سابقا فإنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليست له القدرة الغيبية المطلقة كي يطلبوا منه الإعجاز، لأنّ الوظيفة الأولى له هي إنذار أولئك الذين يسيرون في طريق الضلال، و الدعوة إلى الصراط المستقيم، و إذا ما احتاجت هذه الدعوة إلى المعجزة فسوف يأتي بها النّبي، و لكن لا يأتي بها للمعاندين البعيدين عن هذه المسيرة.
فمعنى الآية: أنّ الكفّار نسوا أنّ هدف الأنبياء الإنذار و الدعوة الى اللّه، و اعتقدوا أنّ وظيفتهم القيام بالمعاجز.
٢-ما هو المقصود من جملة لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ ؟ قال بعض المفسّرين: انّ هاتين الصفتين (منذر) و (هاد) صفتان للرسول، فأصل الجملة تكون (أنت منذر و هاد لكلّ قوم).
و لكن هذا التّفسير خلاف الظاهر، لأنّ الواو في جملة وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ تفصل بين جملة إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ و لو كانت كلمة «هاد» قبل «لِكُلِّ قَوْمٍ» كان المعنى السّابق صحيحا. و لكن الأمر ليس كذلك.
و الشيء الآخر هو أنّ هدف الآية بيان أنّ هناك قسمين من الدعوة إلى اللّه: أحدهما أن يكون عمل الداعي هو الإنذار فقط.
و الآخر: أن يكون العمل هو الهداية.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (ناصر مکارم شیرازي) الجزء ٧، الصفحة ٣٤٣.
__
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT