مقالات

(الحَقُّ المُرُّ)

هو في نظر أقرب أقربائه وكلِّ من يعرفه سيِّئ الطباع والأخلاق، يؤذي بلسانه، ويجرح بكلامه.. يغتاب هذا، ويفتري على ذاك.. يتعدَّى على الضعيف بيده، ويخضع للقويِّ بتملُّقه. يُكثر من الثناء على نفسه والتظاهر بالصلاح عند الغرباء، وهو في منتهى السقوط عند الأقرباء..
بمرور الزمن أخذ الناس يبتعدون عنه ويتجنَّبونه، فوجد نفسه وحيداً.. وأخذت الوحشةُ تسكن صدره، والكآبةُ تتسرَّب إلى قلبه..
هو الآن يبكي! كما أبكى الكثيرين، ويتجرَّع كؤوس الحُزن التي سقاها أقرب المقرَّبين.. لكنَّه لم يفهم أنَّ المشكلة تكمُن في تكوينه السيِّئ، وأنَّ الحلَّ الوحيد في العودة إلى اللّٰه بالاعتراف والتوبة، وبالعودة على خلق الله بالاعتذار وطلب العفو، وبمحاولة إصلاح الجسور التي حطَّمها، وجبر القلوب التي كسرها..
كتبتُ هذا الكلام لأنَّ هذا الإنسان السيِّئ الكئيب موجودٌ في كلِّ حيٍّ وكثير من البيوت.. على أمل أنَّه سيقرأ ويراجع نفسه ويَصدُق معها، ويقرِّر إصلاح نفسه قبل فوات الأوان.
ولا حول ولا قوَّة إلا باللّٰه العليِّ العظيم.

✍️ زكريا بركات

https://chat.whatsapp.com/Ip9Ybjmpvt50fxj9uMMmac
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى