مقالات

لماذا تقدِّمون فتوى المرجع على حديث أهل البيت عليهم السلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هكذا يحلو للمشبوهين أن يصوغوا السؤال.. وبذلك يشوِّشون الرؤية ويشوِّهون الواقع في نظر البسطاء، ويخدعون ضعفاء البصيرة، في محاولة لفصل العوام عن العلماء، وتشجيعهم على الاستنباط مباشرة من النصوص الدينيَّة من غير مقوِّمات أو مؤهِّلات..!

نقول في جواب هؤلاء المشبوهين:

١ ـ نحن لم نُقرِّر تقليد العلماء ولا اخترنا مراجع التقليد إلَّا بعد أن عرفنا حقًّا أنهم الأمناء والخبراء في التعامل مع النصوص الدينية ـ قرآناً وسُنَّةً ـ والاستنباط منها بالشكل الصحيح وفق القواعد العلميَّة.

٢ ـ نحن العوام نستطيع قراءة المرويِّ عن أهل البيت عليهم السلام، ولكننا لا نعرف ما هو الصادر منهم حقيقة وعلى نحو الجِدِّ، وما هو الصادر على نحو التقيَّة، وما هو الثابت بسند معتبر، وما هو الضعيف السند، كما لا نعرف الموافق لكتاب الله، والمعارض لكتاب الله، كما لا نعرف كيفيَّة التوفيق والترجيح عند التعارض، كما إنَّنا نجهل كثيراً من الدقائق اللغوية والعرفية التي تؤثِّر في فهم النصوص.. ولذلك قرَّرنا أن نقلد الفقهاء الأمناء.

٣ ـ بصفتنا غير متخصِّصين، حين نفهم بأنَّ هناك نصًّا دينيًّا يتعارض مع فتوى مرجع التقليد، فإنَّنا لا نتَّهم مرجع التقليد، كما لا نكذِّب المرويَّ، بل نتَّهم أفهامنا لأننا غير مختصِّين، ونقول: لا بدَّ أنَّ هناك نكتة خفيت علينا بسبب عدم تخصُّصنا.

٤ ـ محاولة توجيه الاتِّهام إلى مراجع التقليد من قبل أيِّ طرف كان، لا يتسبَّب في شكِّنا في نزاهة مراجع التلقيد، لأنهم في نظرنا يمثِّلون الإمام المعصوم بوصفهم نوَّابه والمبلِّغين عنه والدُّعاة إليه، بل ذلك يجعلنا نشكُّ في الذين يحاولون اتهام مراجع التقليد، لأنَّ هذا السلوك هو نفسه سلوك الوهابيَّة وأشباههم من خصوم شيعة أهل البيت عليهم السلام.. ولكن محاولات إحراق الخيمة وخرق السفينة ستبوء بالفشل ببركة اليقظة والوعي الذي يتحلَّى به الشيعة.

والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.

✍🏻 زكريا بركات

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى