السوال:
بعد بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و اللهم صل و سلم على سيد الخلق سيدنا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم ، و بعد فضيلة الشيخ انا بنت ملتزمة و الحمد لله أصلي و أرتدي الحجاب و الحمد لله على هذه النعمة ، أحيانا ينتابني شعور غريب و أحس أن إيماني ضعيف بحيث أنني لا أستطيع أن أكثر من الدعاء أو أن أصلي النوافل و هذا الأمر يقلقني كثيرا ، فأنا أريد أن أكون دائما قريبة من الله عز و جل ، و في صلاتي أدعوا الله سبحانه و تعالى أن يثبتني و يقوي إيماني فإنها تنتابني وساوس شيطانية ، و بالنسبة لصلاة الفجر كذلك فإني أبدل قصار جهدي بأن أصليها ، أرجو منكم رد على سؤالي هذا ، و أرجوا أن تجدوا لي حلا لمشكلتي و جزاكم الله بألف خير .
شكرا .
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : نصيحتنا لك هي : لا تجبري نفسك على النوافل و المستحبات و العبادات غير الواجبة خاصة عندما لا تجدي في نفسك الرغبة لمثل هذه الأمور ، و لا تحمِّلي نفسك ما لا تقدرين عليه ، و يكفيكيك أن لا تدعي شيئاً من الواجبات و لا ترتكبي شيئاً من المحرمات ، و الزائد على ذلك فأنت غير مسؤولة عنه . فقد رُوِيَ عن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) فيما أوصى لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال : ” يَا عَلِيُّ ثَلَاثٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ فَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ :
1 _ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ . 2 _ وَ مَنْ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ . 3 _ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاس ، ” ، ( من لا يحضره الفقيه : 4 / 358 ) . و عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : ” يَا عَلِيُّ إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ ـ يَعْنِي الْمُفْرِطَ ـ لَا ظَهْراً أَبْقَى وَ لَا أَرْضاً قَطَعَ ، فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ هَرِماً ، وَ احْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَتَخَوَّفُ أَنْ يَمُوتَ غَداً ” ، ( الكافي : 2 / 87 ) . و عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قَالَ : ” لَا تُكَرِّهُوا إِلَى أَنْفُسِكُمُ الْعِبَادَةَ ” ، ( الكافي : 2 / 86 ) . و عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ : ” اجْتَهَدْتُ فِي الْعِبَادَةِ وَ أَنَا شَابٌّ فَقَالَ لِي أَبِي ( عليه السلام ) : يَا بُنَيَّ دُونَ مَا أَرَاكَ تَصْنَعُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً رَضِيَ عَنْهُ بِالْيَسِيرِ ” ، ( الكافي : 2 / 87 ) . لكن لا ينبغي أيضاً ترك المستحبات و النوافل بالمرة ، بل علينا أن نمرِّن أنفسنا عليها شيئاً فشيئاً حتى نتعود فلا نمل أو نُصاب بردَّة فعل فيستغل الشيطان تلك الحالة و يبعدنا عن الصراط ، فالوسطية هي الطريقة الصحيحة ، فلا إفراط و لا تفريط . و أما بالنسبة لصلاة الفجر فلا بد لك من أن تصليها في الفترة ما بين طلوع الفجر و طلوع الشمس ، و لا يجوز التهاون بشأنها ، و يجب تعويد النفس على الاستيقاظ في الوقت المناسب ، كما و يمكنك الاستعانة بالساعة المنبهة و غيرها من الأمور الأخرى النافعة في هذا المجال . و من الأمور النافعة و المجربة هو قراءة الآية التالية عند النوم بهدف الاستيقاظ في الوقت المراد الاستيقاظ فيه ، و الآية هي : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ، ( سورة الكهف : 110 ) .