العدل : خلاف الجور ، و العدل في الحساب هو أن يُثيب على الحسنة الحسنة ، و يعاقب على السيئة السيئة .
و لو طلبنا من الله عَزَّ و جَلَّ أن يعاملنا بعدله لقصُرَت أعمالنا و لإستحقنا العقاب نظراً لما نقترفه من الآثام و نُقَصِّر في أداء الواجبات ، فتكون النتيجة خسارتنا .
لكن لو طلبنا من الله جَلَّ جَلالُه أن يعاملنا بلطفه و عاملنا الله بلطفه كما طلبنا منه لربحنا يقيناً .
وَ رُوِيَ عَنْ الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) أنه قال : ” … إلهي إن عاملتنا بعدلك لم يبق لنا حسنة و إن أنلتنا فضلك لم يبق لنا سيئة ” .
وَ قال الصدوق ( رحمه الله ) : إن الله أمر بالعدل و عاملنا بما فوقه ، و هو التفضل ، و ذلك أنه تعالى يقول : ﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ 1 ، 2 .
وَ قد وَرَدَ في الدعاء المأثور عن أهل البيت ( عليهم السلام ) : ” اللهم افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله ، لا تأخذني بعدلك ، جد علي بعفوك و رحمتك و رأفتك و رضوانك ، اللهم عفوك لا تردنا خائبين ” 3 .
- 1. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 160 ، الصفحة : 150 .
- 2. مجمع البحرين : 5 / 421 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
- 3. فقه الرضا ( عليه السَّلام ) : 406 .