التَعْزِيْر : هو التأديب ، مِن عَزّر يُعَزِّر تَعْزِيْرَاً ، و لغةً : عزّر فلاناً ، أي لامه و أدبّه .
التعزير في المصطلح الفقهي
و في المصطلح الفقهي ، التعزير : هو العقوبة التي يفرضها الحاكم على المذنب لتأديبه بما يراه مناسباً من الضرب مما دون الحدّ الشرعي المقرر ، فهو عقوبة غير محدّدة صاحب القرار فيها هو الحاكم الشرعي ( القاضي ) المنصوب من قِبَل الفقيه الجامع للشروط .
فقد رُوِيَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ أنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ 1 ( عليه السَّلام ) : كَمِ التَّعْزِيرُ ؟
فَقَالَ : ” دُونَ الْحَدِّ ” .
قَالَ قُلْتُ : دُونَ ثَمَانِينَ ؟
قَالَ فَقَالَ : ” لَا ، وَ لَكِنْ دُونَ الْأَرْبَعِينَ ، فَإِنَّهُ حَدُّ الْمَمْلُوكِ ” .
قَالَ قُلْتُ : وَ كَمْ ذَلِكَ ؟
قَالَ ، قَالَ : ” عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى الْوَالِي مِنْ ذَنْبِ الرَّجُلِ وَ قُوَّةِ بَدَنِهِ ” 2 .
معنى آخر للتعزير
هذا و للتعزير معنى آخر ـ خارج عن دائرة هذا المصطلح ـ و هو التعظيم و النصرة ، فعزّر فلاناً أي نصره ، و قد وَرَدَ هذا المعنى في القرآن الكريم : قال الله عز و جل : ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ 3 ، و قال جلَّ جلاله أيضاً : ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ 4 .
- 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، المولود سنة : 83 و المستشهد سنة : 148 هجرية .
- 2. الكافي : 7 / 241 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 3. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 157 ، الصفحة : 170 .
- 4. القران الكريم : سورة الفتح ( 48 ) ، الآية : 9 ، الصفحة : 511 .