نص الشبهة:
إذا قلتم إن التكتف في الصلاة للرجل، أي وضع اليد على الأخرى لم يرد في القرآن الكريم، ففي أي آية ورد التكتف في الصلاة للمرأة؟
الجواب:
التكفير أو التكتف في الصلاة بدعة، وهو وضع اليد على الأخرى في الصلاة، وبهذه الصفة مُبطلٌ للصلاة، سواءً للرجل أو المرأة. ففي الحدائق الناضرة للمحقق البحراني قدس سره: 9 / 10: (وعن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: “لا تُكَفِّر، إنما يصنع ذلك المجوس”! أقول: ويدل عليه أيضاً ما رواه في الخصال عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: “لا يجمع المؤمن يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز و جل، يتشبه بأهل الكفر، يعني المجوس”.
وفي كتاب الصلاة للسيد الخوئي قدس سره: 4 / 445: (غير خفي أن عملية التكفير لم تكن معهودة في عصر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وإن نطقت به جملة من النصوص المروية من غير طرقنا، فإنها بأجمعها مفتعلة وعارية عن الصحة، ضرورة أنه لو كان لشاع وبان، وكان يعرفه حتى الصبيان، وأصبح من الواضحات المتواترة كساير أفعال الصلاة!
وكيف يخفى مثل هذا الأمر الظاهر البارز الذي استمر صلى الله عليه وآله طيلة تلك الفترة الطويلة والسنين العديدة، وما هو معنى السؤال عن حكمه من الأئمة عليهم السلام؟ وأي موقع للجواب عنه كما في صحيحة ابن جعفر الآتية بأنه عمل وليس في الصلاة عمل، مع قرب العهد؟! وأي وجه للخلاف بين العامة في كيفية وضع اليدين وأنه فوق السرة أو تحتها؟!
إذاً، فلا ينبغي التردد في كونه من البدع المستحدثة بعد عصره صلى الله عليه وآله، إما في زمن الخليفة الأول كما قيل به، أو الثاني ولعله الأظهر كما جاء في الأثر من أنه لمَّا جئ بأسارى الفرس إلى عمر وشاهدهم على تلك الهيئة فاستفسر عن العلة أجيب بأنهم هكذا يصنعون أمام ملوكهم تعظيماً وإجلالاً، فاستحسنه وأمر بصنعه في الصلاة، لأنه تعالى أولى بالتعظيم!
وكيفما كان: فيقع الكلام تارة في حكم التكفير تكليفا ووضعاً وأخرى في موضوعه، فهنا مقامان..الخ.). انتهى 1.
- 1. من كتاب: مسائل مجلة جيش الصحابة (أجوبة على مسائل وجهتها إلى علماء الشيعة، مجلة الخلافة الراشدة الباكستانية، التابعة لمنظمة جيش الصحابة) للشيخ علي الكوراني العاملي، السؤال رقم: 30.