مقالات

شبهة وردّها…

نص الشبهة: 

لماذا سمى الإمام علي (عليه السلام) أولاده باسم أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، ألا يدل ذلك على كمال محبته لهم ؟! وعلى كمال الانسجام فيما بينه وبينهم . . وعلى بطلان ما يدّعيه الشيعة عليه ، من أنه كان له رأي سلبي تجاههم ؟! بسبب ما يزعمونه من اعتدائهم على بيته أو زوجته ، وغصب الخلافة منه ؟! . .

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
فإننا نجيب على سؤالكم هذا بما يلي :
أولاً : إن تسمية إنسان ولده باسم شخص لا تكشف عن محبته لذلك الشخص ، إلا إذا ثبت بالتصريح منه أن السبب في تسميته له باسمه ، هو حبه له ، ولا شيء غير ذلك . .
أو أن يخبرنا بذلك علام الغيوب ، والمطلع على الأسرار والسرائر ، وعلى خفيات الضمائر . .
ثانياً : إنه قد يكون السبب في التسمية باسمٍ ما ، هو استلطاف ذلك الاسم ، وإن لم يكن يعرف من يفعل ذلك ، أن أحداً قد سُمِّي به أصلاً ، والأسباب والدوافع تختلف باختلاف الأشخاص وحالاتهم ، وما يفكرون به ، وما يعرض لهم . .
ثالثاً : إن هذه الأسماء ليست حكراً على هؤلاء الأشخاص ، فقد ذكر لنا التاريخ المكتوب أسماء كثيرين من الصحابة كانت لهم هذه الأسماء . . وقد كان فيهم من يحبهم الإمام علي (عليه السلام) ، ويهتم بهم . .
مثل عمر بن أبي سلمة ربيب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقد شهد مع الإمام علي (عليه السلام)، حرب الجمل واستعمله (عليه السلام) على البحرين ، وعلى فارس ، وكان من الذين يثق فيهم الإمام علي (عليه السلام)، ويحبهم . . بل ما أكثر اسم عمر فيما بين الصحابة ، وكذلك الحال بالنسبة لغيره من الأسماء 1 . .
رابعاً : قد ورد أن الإمام علياً (عليه السلام)، قد قال عن سبب تسميته ولده باسم عثمان : إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون 2 . .
وأما اسم أبي بكر ، فلم يسم الإمام علي (عليه السلام)، ولده بهذا الاسم ، بل كانت هذه كنية لمحمد الأصغر .
وليس ثمة ما يدل على أن الإمام علياً (عليه السلام)، هو الذي كناه بها .
أما التسمية بعمر فلعلها كانت لأجل عمر بن أبي سلمة أو غيره ، حسبما أشرنا إليه . .
خامساً : وأخيراً ، فإن كثيراً من النساء اللواتي يرزقن أولاداً يرغبن في تسمية أبنائهن باسم بعض من يعز عليهن ، كالأب ، أو الأخ ، أو الجد . . أو ما إلى ذلك . . فلعل تسمية بعض أولاده (عليه السلام)، قد جاءت استجابة لرغبة كهذه . .
وعلى كل حال . . فإن على من يدّعي سبباً بعينه أن يأتي بالنص المثبت لما يدّعيه . .
والحمد لله رب العالمين 3.

  • 1. راجع الإصابة للعسقلاني ، وأسد الغابة لابن الأثير ، والاستيعاب لأبي عمر بن عبد البر ، وغير ذلك .
  • 2. قاموس الرجال ج6 ص287 عن أبي الفرج .
  • 3. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الرابعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، السؤال (203) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى