محاسن الكلام

(٢){وَ نَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَ إِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَ كَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ(٤٧)} الأنبياء

إنّ كلمة «موازين»، و بصيغة الجمع، و بعدها ذكر وصف «القسط»، و بعده التأكيد على نفي الظلم فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً و بعد ذلك ذكر كلمة «شيئا» ثمّ التمثيل بحبّة الخردل، و أخيرا جملة وَ كَفىٰ بِنٰا حٰاسِبِينَ‌ كلّ هذه أدلّة على أنّ حساب يوم القيامة دقيق جدّا، و خال من أي نوع من الظلم و الجور.

أمّا ما المراد من الموازين‌؟ بعض المفسّرين ظنّوا أنّ هناك موازين كموازين هذه الدنيا تنصب، ثمّ فرضوا بعد ذلك أنّ لأعمال الإنسان هناك و زنا و ثقلا ليمكن وزنها بتلك الموازين.

إلا أنّ الصحيح هو أنّ الميزان هنا يعني وسيلة قياس الوزن، و من المعلوم أنّ لكلّ شيء مقياس وزن متناسب معه، كميزان الحرارة، و ميزان الهواء، و الموازين الاخرى الذي يتناسب كلّ منها مع الموضوع الذي يريدون قياسه بها.

و نقرأ في الرّوايات الإسلامية أنّ موازين الحساب في القيامة هم الأنبياء و الأئمّة و الصالحون الذين لا توجد نقطة سوداء في صحيفة أعمالهم . فنقرأ: «السلام على ميزان الأعمال»! و تجد التوضيح و التفصيل بصورة أوسع حول هذا الموضوع ذيل الآية (٨) من سورة الأعراف.

إنّ ذكر الموازين بصيغة الجمع لعلّه إشارة إلى هذا المعنى أيضا، لأنّ رجال الحقّ كلّ منهم ميزان لأعمال البشر، فمضافا إلى أنّ جميعهم ممتازون، فإنّ لكلّ منهم امتيازا خاصّا بحيث يعتبر في تلك المرتبة مقياسا و مثلا. و بتعبير آخر: فإنّ كلّ من يشبه هؤلاء إلى حدّ ما، و تنسجم صفاته و أعماله و صفات و أعمال العظماء، فإنّ وزنه سيثقل بذلك المقدار، و كلّما ابتعدت و اختلفت فسيخفّ وزنه.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ١٠ ص١٧٥.
__

مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى