محاسن الكلام

(٢){لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَ أَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ(٢٥)} الحديد

و في الحقيقة أنّ هذه الآية تشير إلى أحد الأهداف العديدة لإرسال الرسل، لأنّنا نعلم أنّ بعث الأنبياء و سعيهم كان من أجل أهداف عدّة: منها: التعليم و التربية، كما جاء في الآية التالية: هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ‌… .

و الهدف الآخر كسر الأغلال و القيود التي أسرت الإنسان، كما قال تعالى: وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ اَلْأَغْلاٰلَ اَلَّتِي كٰانَتْ عَلَيْهِمْ‌ .

و الهدف الثالث إكمال القيم الأخلاقية، كماجاء في الحديث المشهور: «بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق» .

و الهدف الرابع إقامة القسط و العدل، الذي أشير إليه في الآية مورد البحث.

و بهذا الترتيب نستطيع تلخيص بعثة الأنبياء في الأهداف التالية: (الثقافية، الأخلاقية، السياسية، الاجتماعية).

و من الواضح أنّ المقصود من الرسل في الآية مورد البحث، و بقرينة إنزال الكتب، هم الأنبياء أولي العزم و من يمثّلهم.

و ممّا يجدر ذكره أنّ المقصود من التعبير القرآني: لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ أي أن يتحرّك الناس أنفسهم لتحقيق القسط، و ليس المقصود أن يلزم الأنبياء على إقامة القسط، و لهذا يمكن القول بأنّه المراد من الآية و هدفها هو أن يعمل الناس بمفاهيم القسط و يتحرّكوا لتطبيقها.

و المهمّ أن يتربّى الناس على العدل و القسط بحيث يصبحون واعين له داعين إليه، منفّذين لبرامجه و سائرين في هذا الاتّجاه بأنفسهم.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ١٨ ص ٧٠.
__

مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى