رَوَى الشيخ أبو منصور الطبرسي ( رحمه الله ) في كتابه المُسمى بـ ” الاحتجاج ” قائلاً : رُوِيَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْهِ 1 ، فَقَالَ : هَذَا النَّاكِثُ بَيْعَتِي ، وَ الْمُنْشِئُ لِلْفِتْنَةِ فِي الْأُمَّةِ ، وَ الْمُجْلِبُ عَلَيَّ ، وَ الدَّاعِي إِلَى قَتْلِي وَ قَتْلِ عِتْرَتِي ، أَجْلِسُوا طَلْحَةَ ” ، فَأُجْلِسَ .
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : ” يَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ، لَقَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقّاً ، فَهَلْ وَجَدْتَ مَا وَعَدَكَ رَبُّكَ حَقّاً ” .
ثُمَّ قَالَ : ” أَضْجِعُوا طَلْحَةَ ” ، وَ سَارَ .
فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَ تُكَلِّمُ طَلْحَةَ بَعْدَ قَتْلِهِ ؟!
فَقَالَ : ” أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعَ كَلَامِي كَمَا سَمِعَ أَهْلُ الْقَلِيبِ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) يَوْمَ بَدْرٍ ” .
وَ هَكَذَا فَعَلَ ( عليه السَّلام ) بِكَعْبِ بْنِ سُورٍ لَمَّا مَرَّ بِهِ قَتِيلًا ، وَ قَالَ : ” هَذَا الَّذِي خَرَجَ عَلَيْنَا فِي عُنُقِهِ الْمُصْحَفُ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَاصِرُ أُمِّهِ ، يَدْعُو النَّاسَ إِلَى مَا فِيهِ ، وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ مَا فِيهِ ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، أَمَّا إِنَّهُ دَعَا اللَّهَ أَنْ يَقْتُلَنِي فَقَتَلَهُ اللَّهُ ” 2 .
- 1. أي على طلحة .
- 2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 32 / 200 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .