وعندما حضرت الإمام الحسن (ع) الوفاة بسبب السمّ الذي دسّه إليه معاوية دفع الى أخيه الحسين (ع) الكتاب والسلاح كما أمره أبوه أمير المؤمنين (ع)· ثم أرسل الى أخيه محمّد بن الحنفية وقال له: يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي (ع) بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي إمامٌ من بعدي، وعند الله جلَّ اسمه في الكتاب، وراثة من النبي (ص) أضافها الله عزوجل له في وراثة أبيه واُمّه، فعلم الله أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمداً (ص)، واختار محمدٌ علياً، واختارني علي بالإمامة، واخترت أنا الحسين (ع)·· [1] ·
ثم أمر الحسين (ع) أن يوجّهه إذا فارقت روحه الحياة الى رسول الله (ص)، ثم الى اُمّه الزهراء (ع)، ثم يدفنه في البقيع، وقال له: «اعلم أنّه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله والناس صنيعها وعداوتها لله ولرسوله وعداوتها لنا أهل البيت»· فلمّا قبض الحسن (ع) فعل الحسين (ع) كما أمره أخوه، وخرجت عائشة على بغلة لتمنع من دفن الحسن (ع) عند رسول الله، فقال لها الحسين (ع): «قديماً هتكتِ أنت وأبوك حجاب رسول الله (ص)، وأدخلت عليه بيته من لا يحبّ قـُربه· وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة» [2]·
[1] الكافي 1: 301/ 2
[2] الكافي 1/ 300/