بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (…قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) البقرة: 111 ، وقد وردت المطالبة ـ بهذه العبارة ـ بالبرهان في ثلاثة مواطن أخرى في القرآن الكريم. انظر: الأنبياء 24 ، النمل 64 ، القصص 75 .
وهذا يعني أن منطق المؤمن هو طلب الدليل، ومن يطلب الدليل فإنه يقبله إذا وجده.. فيتحصل أن المؤمن هو من يبحث عن الدليل ويتقبل مدلوله.. هذا نوع من المنطق يختص به أولو الألباب.
وهناك نوع آخر من الناس لا يطلب الدليل، وحين يُعرض عليه الدليل، يعتبر قبوله خداعاً وتأثراً سلبياً..! فهو في قرارة نفسه يستبطن قراراً برفض كل دلالة تخالف ما يتبناه من مُسبَّقات وأفكار.
وهذا النوع من الناس هم الذين يعكس القرآنُ الكريم مَنْحاهُم الفكريَّ حيث يقول الله تعالى: (…وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) الأعراف: 132 .
فعلينا أن نفهم الموقفين، ومدى الفرق بينهما.
جعلنا اللهُ وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.