مقالات

نُبذةٌ عن الهُداة في القُرآنِ والسُّنَّة

بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم

بقلم: زكريَّا بركات
2 يونيو 2022


أوَّلاً ـ نقرأ الآية ونتدبَّرها من القرآن الكريم:

قال اللّٰه العظيم في كتابه الكريم: (…إنَّما أنتَ مُنذِرٌ ولكُلِّ قَومٍ هَادٍ) [الرعد: 7] .

يُفهم من الآية الكريمة أنَّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلَّم) هادٍ، ومن شؤون هدايته الإنذار، وهنالك هداةٌ آخرون لا يخلو منهم زمانٌ، والنبيُّ وسائر الهداة جميعهم يندرجون تحت عنوان (لكلِّ قومٍ هادٍ) ، ممَّا يدلُّ على عظمة الهداة الآخرين لاقترانهم بالنَّبيِّ (ص) واندراجهم معه تحت عُنوان واحد. وينبغي للمؤمن أن يتساءل عن الهداة الَّذين لا تخلو الأرضُ منهم بعد رسول الله (ص) ، فيعرفهم ليُحرز الهدايةَ بمعيَّتهم.

ثانياً ـ تفسير الآية الكريمة من رواية مدرسة الخلفاء:

في تفسير الطبري 16 : 357 ، بسنده عن ابن عبَّاس، قال: لما نزلت (إنَّما أنتَ مُنذرٌ وَلِكُلِّ قَومٍ هَادٍ) ، وضع (صلى الله عليه و[آله] وسلم) يده على صدره فقال: “أنا المنذرُ، ولكلِّ قومٍ هادٍ”، وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ، فقال: “أنت الهادي يا عليُّ، بك يهتدي المهتدون بَعْدي”. حسَّنه الحافظُ ابنُ حجر في “فتح الباري” 8 : 285 ، ورواه الحافظ المقدسي في “الأحاديث المختارة” 10 : 159 . وقال الحاكم في “المستدرك” 3 : 140 : “هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه”.

وفي مسند أحمد بن حنبل 1 : 126 ، عن الإمام عليٍّ (ع) أنه قال: “رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ المنذر، والهاد رجلٌ من بني هاشم”. قال الهيثمي في المجمع 7 : 41 : “رجال المسند ثقات”.

ثالثاً ـ تفسير الآية الكريمة من رواية مدرسة أهل البيت (ع) :

روى الشيخ الصفَّار (رض) في بصائر الدرجات (ص30) الباب13 ، رقم الحديث 5 ، بسند صحيح عن الإمام أبي جعفر محمَّدٍ الباقر (ع) ، أنَّه قال بتفسير الآية الكريمة: “رسولُ الله المنذرُ، وعليٌّ الهادي”.

وفي الكافي 1 : 191 ، بسند معتبر عن الإمام الباقر (ع) ، أنه قال: “لكلِّ زمانٍ منَّا هَادٍ يهدِيهِم إلى ما جاء به نبيُّ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم…”.

وفي كتاب نهج البلاغة (ص495 ، برقم 147 ـ الحِكَم) ، عن الإمام علي (ع) : “لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، وَإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُه‏”.

هذا باختصار، واللّٰه وليُّ التَّوفيق.

والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى