بسم الله الرحمن الرحيم
إعداد: زكريَّا بركات
قال ياقوت الحموي (ت 626 هـ) في كتاب معجم البلدان 2 : 186 ط. دار الفكر ـ بيروت، تحت عنوان (جوشن) :
“جوشن جبلٌ مُطلٌّ على حلب في غربيها، في سفحه مقابر ومشاهد للشيعة…”،
إلى أن قال: “ومنه كان يُحمل النُّحاس الأحمر، وهو معدنه، ويقال: إنَّه بطل منذ عبر عليه سبيُ الحسين بن عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ ونساؤه، وكانت زوجةُ الحسين حاملاً، فأسقطت هناك، فطلبت من الصُّنَّاع في ذلك الجبل خُبزاً وماءً، فشتموها ومنعوها، فدعت عليهم، فمن الآن من عمل فيه لا يربح. وفي قبلي الجبل مشهدٌ يُعرف بمشهد السقط، ويسمى مشهد الدكة، والسقط يُسمَّى: محسن بن الحسين رضي الله عنه”. انتهى.
أقول: في هذا النقل فوائدُ ينبغي التوقُّف عندها، نعنونها كما يلي:
1 ـ التعبير عن موكب أهل البيت (ع) بالسبي، وهو يرتبط بواحدة من أهم ظلاماتهم.
2 ـ سقوط الجنين (ع) من دلائل المعاناة التي واجهها أهل البيت (ع) .
3 ـ منعُ الخبز والماء مع توجيه الشتم، دليل آخر على المعاناة التي واجهها أهل البيت (ع) .
4 ـ منع الخبز والماء مع الشتم، دليل على جهل الناس بأهل البيت (ع) بفعل التعتيم الإعلامي بالإضافة إلى سوء الخلق، أو على نصبهم وعدائهم.
5 ـ استجابة دعاء زوجة الإمام الحسين (ع) من أدلَّة كرامات أهل البيت (ع) التي لا حصر لها.
6 ـ بطلان الصناعة واضمحلال مصدر النحاس الأحمر بفعل الظلامة والدُّعاء، من شواهد تأثير سلوك الإنسان في تحديد رزقه سعةً وضيقاً.
7 ـ وجود المقابر والمشاهد المرتبطة بشيعة أهل البيت (ع) في سفح الجبل، من أدلَّة التحوُّل التاريخيِّ في مسار المجتمع في الاتِّجاه الذي يصبُّ لصالح المظلومين، وهذا من دلائل نصر الله تعالى لأهل البيت (ع) .
والله وليُّ التوفيق.
صنعاء ـ 21 نوفمبر 2021