عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ 1 ( عليه السَّلام ) ، قَالَ : ” إِنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ كَانَ لَهُ عَذْقٌ 2 فِي حَائِطٍ 3 لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَ كَانَ مَنْزِلُ الْأَنْصَارِيِّ بِبَابِ الْبُسْتَانِ ، وَ كَانَ يَمُرُّ بِهِ إِلَى نَخْلَتِهِ وَ لَا يَسْتَأْذِنُ .
فَكَلَّمَهُ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ يَسْتَأْذِنَ إِذَا جَاءَ ، فَأَبَى سَمُرَةُ .
فَلَمَّا تَأَبَّى جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَشَكَا إِلَيْهِ ، وَ خَبَّرَهُ الْخَبَرَ .
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ خَبَّرَهُ بِقَوْلِ الْأَنْصَارِيِّ وَ مَا شَكَا ، وَ قَالَ : إِنْ أَرَدْتَ الدُّخُولَ فَاسْتَأْذِنْ ، فَأَبَى .
فَلَمَّا أَبَى سَاوَمَهُ حَتَّى بَلَغَ بِهِ مِنَ الثَّمَنِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَأَبَى أَنْ يَبِيعَ .
فَقَالَ : لَكَ بِهَا عَذْقٌ يُمَدُّ لَكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) لِلْأَنْصَارِيِّ : اذْهَبْ فَاقْلَعْهَا وَ ارْمِ بِهَا إِلَيْهِ ، فَإِنَّهُ لَا ضَرَرَ وَ لَا ضِرَار ” 4 .
- 1. أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
- 2. العَذْق : النخلة عند أَهل الحجاز ، و قال الجوهري : العَذْق ، بالفتح ، النخلة بحَمْلها ( لسان العرب : 10 / 238 ) .
- 3. الحائط : الجدار و البستان أيضا من النخيل إذا كان عليه حائطا ( مجمع البحرين : 4 / 243 ) .
- 4. الكافي : 5 / 292 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .