بسم اللّٰه الرحمن الرحیم
بقلم: زكريَّا بركات
النَّجف الأشرف، ٧ يناير ٢٠٢٣
قال اللّٰهُ العظيم في كتابه الكريم: (ذلك بأنَّ اللّٰه لم يكُ مُغيِّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتّىٰ يغيِّروا ما بأنفسهم وأنَّ اللّٰه سميع عليم) الأنفال: ٥٣.
١. من مظاهر ضعف الإنسان أنَّ اعتياده على النعمة يُضعف شعورَه بها. وهذا سبب مهم لضعف تعاطيه وتفاعله مع نعم اللّٰه تعالى.. فالأولاد لا يعرفون قدر آبائهم وهم يعيشون معهم، وهذا قد يؤدي إلى التقصير في أداء حقوقهم، وربما الجرأة في الإساءة والعياذ باللّٰه.. وكذلك الذي يعيش جوار العتبات المقدسة يضعف شعوره بنعمة هذه المجاورة بخلاف احتراق قلب البعيد المحروم من هذه النعمة.. وحين يَرِدُ المحروم يكون في أوّل زيارة شديدَ الوله والشوق، ثم يضعف الوله ويقل التعلق بمرور الوقت.. إن الالتفات إلى هذه الخاصية في شعور الإنسان من شأنه أن يشغله بالتفكير في كيفية علاجها والتقليل من تأثيرها السلبي.. واللّٰهُ وليُّ التوفيق ومنه تُلتمَس الحاجات وهو طبيب القلوب.
٢. وقد يكون الإنسانُ في نعمة ولكنه إثر اتِّخاذه مواقفَ سيِّئةً، يستحقُّ سلبَ تلك النعمة، فيتغيَّر حالُه وتغشاه بعضُ الابتلاءات.. ومن الحكم في هذا التغيير أن يشعر الإنسانُ بخطئه ويراجع حساباته ويتَّخذ قرار التصحيح.. بيد أنَّ من المؤسف أنَّ كثيراً من الناس لا يعون ذلك، بل ينشغلون بالتفكير في أمور أخرى، ومن ذلك انشغالُهم بلوم أناس مُعيَّنين يقولون إنهم كانوا سبباً في سلب النعمة وتغيير الحال! وربما نسي بعضُ المُبتلَين ماضيهم واتَّخذوا لأنفسهم ذاكرة مزيَّفة ليرتاحوا من وخز الضمير ثم قالوا: المؤمن مُبتلىٰ!
ولا حولَ ولا قوَّة إلَّا باللّٰه العليِّ العظيم.