حديث الاهليلجة حديث طويل بل و رسالة شريفة في اثبات التوحيد كتبها الامام جعفر بن محمد الصادق عليه إلى تلميذه المفضل بن عمر الجعفي جواباً على سؤاله و طلبه أن يكتب له كتاباً ليستعين به على مواجهة الملحدين و يحتج ببراهينه عليهم.
و قد ذكر الامام الصادق عليه السلام في هذه الرسالة قصة افحامه للطبيب الهندي الملحد و إثبات وجود الله عَزَّ و جَلَّ و توحيده في مناقشة علمية و في مجال اختصاص ذلك الطبيب الهندي مما يدل على إحاطة الامام بدقائق علم الطب و معرفته للأدوية و الأعشاب و الأمراض بشكل أذهل الطبيب و اقتنع بالبراهين التي بيَّنها الامام عليه السلام فاختار الدين الإسلامي و أصبح من الموحدين بعد أن كان من الملحدين.
ما هو سبب تسمية هذا الحديث بالاهليلجة؟
الإهليلج كما في وصف معاجم اللغة ثمر شجرة تنبت في الهند و كابل و الصين و غيرها، ثمرتها تشبه حب الصنوبر الكبار و هي من العقاقير المعروفة التي لها استعمال واسع في الطب النباتي و العشبي قديماً و في العصر الحاضر أيضاً، و بما أن الطبيب الهندي كان بيده شيئاً من الاهليلج و كان منشغلاً بدقه ليصنع منه الدواء فإختار الامام عليه السلام هذه الحبة مبدأً للكلام و قد تكرر ذكر الاهليلجة فيه فعرف الحديث بحديث الأهليلجة.
و في مطلع هذا الحديث يقول الامام جعفر الصادق عليه السلام: “… كَانَ يَحْضُرُنِي طَبِيبٌ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ وَ كَانَ لَا يَزَالُ يُنَازِعُنِي فِي رَأْيِهِ وَ يُجَادِلُنِي عَلَى ضَلَالَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ يَوْماً يَدُقُّ إِهْلِيلَجَةً لِيَخْلِطَهَا دَوَاء …” 1.
- 1. بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام)): 3 / 153 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، المولود بإصفهان سنة: 1037، و المتوفى بها سنة: 1110 هجرية، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت/لبنان، سنة: 1414 هجرية.