التحنيك من مستحبات الولادة، فمن وُلد له مولود جديد يُستحب له تحنيكه.
كيفية التحنيك
الحَنَك هو القسم الأعلى من داخل الفم، و التحنيك هو وضع ما يراد التحنيك به على الحَنَك أو دلكه بذلك برفق.
و يستحب تحنيك المولود بشيء من تربة 1 الامام الحسين عليه السلام، أو بماء الفرات 2، أو بماء المطر، أو ماء عذب، أو بشيء من التمر أو العسل.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: “حَنِّكُوا أَوْلَادَكُمْ بِالتَّمْرِ، هَكَذَا فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ” 3.
و رُوِيَ عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قَالَ: “يُحَنَّكُ الْمَوْلُودُ بِمَاءِ الْفُرَاتِ وَ يُقَامُ فِي أُذُنِهِ” 4.
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: “حَنِّكُوا أَوْلَادَكُمْ بِمَاءِ الْفُرَاتِ وَ بِتُرْبَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَبِمَاءِ السَّمَاءِ” 5.
و عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ 6 عليه السلام يَقُولُ: “حَنِّكُوا أَوْلَادَكُمْ بِتُرْبَةِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَإِنَّهُ أَمَانٌ” 7.
- 1. المقصود بتربة الامام الحسين عليه السلام هو التراب المحيط بقبر سيد الشهداء و أبي الاحرار بمدينة كربلاء المقدسة ، و هذه التربة الطاهرة إكتسبت الشرف و العلو بسبب إنتسابها الى الإمام الشهيد الحسين بن علي عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه و آله ، و لهذه التربة من منزلة رفيعة لدى رسول صلى الله عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام.
و قد أبدى الرسول (صلى الله عليه و آله) إهتماماً كبيراً بهذه التربة الطاهرة ، فقد روى الحاكم النيسابوري، عن ام سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اضطجع ذات ليلة للنوم و هو حائر، ثم اضطجع فرقد، ثم استيقظ و هو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى، ثم اضطجع فاستيقظ و في يده تربة حمراء يُقَبِّلُها، فقلت له ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: ” أخبرني جبرئيل (عليه السلام) أنّ هذا يُقتل بأرض العراق للحسين”. فقلت: أرني تربة الارض التي يقتل بها ، فهذه تربتها … ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [البخاري و مسلم] و لم يخرجاه. (الحاكم النيسابوري: المستدرك ج 4 / 398 طبعة بيروت، نقلاً عن كتاب التشيُّع: 671 ). - 2. نهر الفرات نهر معروف ينبع من تركيا و يمر بسوريا ثم العراق، و نهر الفرات يمر بمدينة كربلاء المقدسة، و لقد وقعت واقعة الطف الاليمة عند هذا النهر بكربلاء، و استشهد إلى جانبه الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره و هم عطاشى. و لنهر الفرات قدسية و فضيلة عظيمة، و تشير الروايات إلى ذلك. و هو نهر مبارك.
- 3. الكافي: 6 / 24 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
- 4. المصدر السابق.
- 5. نفس المصدر.
- 6. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 7. كامل الزيارات: 278 ، للشيخ جعفر بن محمد بن قولويه، دار المرتضوية، النجف الاشرف/العراق.