نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد.. توجد عندكم روايات عديدة مفادها إن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله أو إنها رايةُ ضلال الخ…
أ ـ كيف تتوافق هذهِ الروايات مع الجهاد وإقامة الحكم الإسلامي العادل في الأرض خصوصا إن الجهاد أحد أركان الإسلام التي شدّد عليها الإمام علي (رض)؟
بـ ـ ألا تناقض هذه الروايات هذا الركن الهام؟
مع الشكر الجزيل..
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ . .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فيما يرتبط بالسؤال عن الروايات التي تقول: إن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله، أو أنها راية ضلال.
أقول: إنني أشير إلى هذه الروايات، واحدة فواحدة، ثم أعلّق عليها بما يقتضيه الحال.
فلاحظ ما يلي:
1 ـ هناك روايات رواها أهل السنة عن فتن ستكون، ويكون القاعد فيها خيراً من القائم الخ… كما أن هناك روايات أخرى تتحدث عن فتن يواجهها الناس، ولا يجوز لهم الدفاع، ولا الدخول فيها، حتى لو دخل عليه في بيته، لم يجز له مواجهته 1..
وهذه الروايات لا اعتبار بها لأكثر من سبب، فهي:
أ: ساقطة من حيث السند.
ب: إنها تتحدث عن فتن تحدث.. والفتنة هي التي لا يعرف فيها وجه الحق. فإذا كان الحق جلياً وواضحاً وجب الكون معه، وإلى جانبه، ولا يكون المورد مشمولاً لتلك الروايات.
ج: إنها تتحدث عن أحداث بعينها، ولا تعطي ضابطة كلية بحيث تشمل كل الحركات التي تهدف إلى دفع الظلم، وإحقاق الحق..
د: إنها حتى لو كانت بصدد إعطاء تلك الضابطة، فإنها جارية على مذاق القائلين بعدم جواز الخروج على حكام الجور، ويوجبون الطاعة لكل متغلب..
وهذا أمر يرفضه أهل البيت (عليهم السلام)، وتنافيه آيات الكتاب التي توجب رفض الظلم والظالمين..
هـ: إن تحريم أن يدافع الرجل عن نفسه، حتى حين يدخل قاتله إليه في بيته، لهو أمر يخالف الفطرة، ويتناقض مع ضرورة الشرع والدين..
2 ـ إنهم يستدلون أيضاً على حرمة الخروج في زمن الغيبة، بالأحاديث القائلة: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.
وهي لا تدل على المطلوب، لأنها ناظرة إلى غير صورة الجهاد لإقامة الدين، وإظهار الحق.. بأمر الفقيه العادل الجامع للشرائط، الذي هو النائب العام للإمام (عليه السلام).. بل هي تتحدث عن القتال من أجل الدنيا، ولأغراض فاسدة كالتسلط ونحوه..
3 ـ الأحاديث الآمرة بأن يكون المؤمنون أحلاس بيوتهم، حتى يظهر الطاهر ابن المطهر، ذو الغيبة 2..
ومنها ما عن الإمام الصادق (عليه السلام): لا بد لنارٍ من آذربايجان، لا يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، والبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا، فاسعوا إليه ولو حبواً إلخ 3..
وقريب من ذلك ما روي من أن علياً (عليه السلام) خطب بالنهروان، فقال: إن الفتن إذا أقبلت شبهت، (ثم ذكر الفتن) إلى أن قال: فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما نصنع في ذلك الزمان؟!
قال: انظروا أهل بيت نبيكم، فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم، فانصروهم تؤجروا، ولا تسبقوهم فتصرعكم البلية..
ثم ذكر حصول الفرج بخروج القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف 4.
ونقول:
أولاً: إن من الواضح: أن هذا الحديث ناظر إلى تحصين الشيعة من تصديق المدّعين لمقامات ومنازل الأئمة (عليهم السلام)، ويدعون الناس إلى مؤازرتهم والخروج معهم، وتصديق دعواهم الإمامة والمهدية.. ولذلك أشار الإمام (عليه السلام)، إلى أن هناك علامة للمهدي الحقيقي، وهي نار من آذربايجان لا يقوم لها شيء..
كما أن هذا يفسر بأنه (عليه السلام)، قد ربط الناس بخصوص ما هي اسماء الائمة الاثنا عشر من أهل البيت (عليهم السلام)، فقال: « فالبدوا ما ألبدنا فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه، ولو حبواً الخ.. »
ثانياً: بالنسبة لخطبة علي (عليه السلام)، نقول:
أ: إنها تحدثت عن واجب الناس حين تثور الفتن. والفتنة هي التي لا يُعلم وجه الحق فيها، وقد وصفها (عليه السلام): إذا أقبلت شبهت.
وأما حيث يعرف وجه الحق. فلا بد من الالتزام به، والدفاع عنه، كما هو الواجب الشرعي..
ب: إنه (عليه السلام) أمرهم بالتزام أوامر أئمتهم في حالات الفتن، وعدم المبادرة إلى أي عمل وموقف بدون الرجوع إليهم، مما يعني أنه يتحدث عن زمان حضورهم (عليهم السلام)..
4 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال لأبي الجارود: أوصيك بتقوى الله، وأن تلزم بيتك، وتقعد في دهماء (دهمك خ ل) هؤلاء الناس، وإياك والخوارج منا، فإنهم ليسوا على شيء، ولا إلى شيء..
واعلم أن لبني أمية ملكاً لا يستطيع الناس أن تردعه، وأن لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت، من أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له..
واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيماً، أو تعز ديناً إلا صرعتهم البلية، حتى تقوم عصابة شهدوا بدراً مع رسول الله، لا يوارى قتيلهم، ولا يرفع صريعهم، ولا يداوى جريحهم..
قلت: من هم؟!
قال: الملائكة 5..
ونقول:
أولاً: إن الرواية ضعيفة السند بأبي الجارود.
ثانياً: إن الرواية صريحة في أن الإمام (عليه السلام)، ينهى أبا الجارود عن الخروج مع أناس هم من سلالة أمير المؤمنين (عليه السلام). كانوا يخرجون في ذلك الوقت وهم في الأكثر من بني الحسن، أو من هم في فلكهم، وعلى مثل رأيهم.. وكانوا يدّعون أن لهم الحق في قيادة الأمة، وإمامة الناس، ولا يرون انحصار هذا الأمر بالأئمة الأوصياء الإثني عشر، من ذرية الحسين (عليه السلام)، حتى لقد ادعى محمد بن عبد الله بن الحسن: أنه مهدي هذه الأمة، وبايعته الأمة على هذا الأساس باستثناء الإمام الصادق (عليه السلام)، وشيعته الأبرار..
والخلاصة: أن الإمام (عليه السلام)، يصرح لأبي الجارود بأن هؤلاء الخارجين ليسوا على شيء، ولا إلى شيء.
ثم أردف ذلك (عليه السلام) بالحديث عن الدولة التي يتولونها هم (عليهم السلام)، والتي ستأتي في آخر الزمان، حين يظهر قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف..
ثالثاً: إنه تحدث (عليه السلام) أيضاً عن قيام من يقومون لدفع الضيم، وإعزاز الدين. فلم يذمهم على فعلهم، لكنه أخبر أنهم سيتعرضون للبلايا والمحن..
ثم عاد فأخبر عن عصابة تقوم لأجل نفس هذا الهدف السامي، فمدحهم بأنهم شهدوا بدراً، وأنهم لا يوارى قتيلهم، لأنهم من الملائكة.. ولعله يقصد أنهم في مستوى الملائكة في الطهر والكرامة، أو أن الملائكة تقاتل معهم، أو غير ذلك..
5 ـ عن أبي المرهف عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: هلكت المحاضير.
قلت: وما المحاضير؟
قال: المستعجلون، ونجا المقربون، وثبت الحصن على أوتادها. كونوا أحلاس بيوتكم، فإن الفتنة على من أثارها. وإنهم لا يريدونكم بحاجة إلا أتاهم الله بشاغل لأمر يعرض لهم 6.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): كفوا ألسنتكم، والزموا بيوتكم، فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبداً، ولا يصيب العامة. ولا تزال الزيدية وقاءً لكم أبداً 7..
وفي نص آخر عن الإمام الباقر (عليه السلام): هلك أصحاب المحاضير، ونجا المقربون.. الخ 8..
ونقول:
أولاً: حديث أبي مرهف، الضعيف سنداً، إنما يتحدث عن الدخول في الفتن التي لا يعرف وجه الحق فيها، فيقول: ليس للمؤمن أن يدخل فيها لمساعدة أي فريق منها. بل يجب على المؤمنين أن يخرجوا أنفسهم منها، ويكونوا أحلاس بيوتهم..
ثانياً: إنه (عليه السلام) يقول لشيعته: إن عليكم أن لا تستعجلوا الأمور، فلكل أجل كتاب..
ثالثاً: إن الحديث يقول: إن على الشيعة أن لا يستسلموا لخوفهم، وأن لا ينساقوا مع أوهامهم، وأن لا يسمعوا كلام من يريد تضخيم الأمور لهم بهدف دفعهم للساحة.. بل عليهم أن يطمئنوا إلى أن من يثير الفتنة هو الذي يحترق بنارها، وأنهم إذا كانوا أحلاس بيوتهم لم يصبهم منها شيء.. وأن ما يصيبهم ليس لأنهم هم المقصودون به، بل يكون شأنهم فيه شأن عامة الناس..
رابعاً: إنهم كانوا يخوفونهم بأن ضرب الحكام للزيدية سيسهل توجيه الضربة القاصمة إليهم أيضاً، فيلزمونهم بناء على ذلك بالمشاركة معهم في حروبهم.. فتصدى الإمام (عليه السلام) لإرشادهم إلى فساد هذه الحجة، وفشل هذا المنطق، إذ أن حركات الزيدية، ونشاطهم ليس فقط لا يضر بالشيعة، بل هو وقاية لهم، حيث يتمركز جهد الحكام على الثائرين، ويكون المؤمنون في ستر الله سبحانه، وفي حفظه..
وهذا بالذات هو ما أشار إليه الحديث المروي في السرائر، بسند ضعيف، عن رجل قال: ذكر بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام)، من خرج من آل محمد..
فقال (عليه السلام): لا أزال أنا وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمد، ولوددت أن الخارجي من آل محمد خرج وعلي نفقة عياله 9..
6 ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: مثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم، مثل فرخ طار ووقع في كوة، فتلاعبت به الصبيان 10..
وعن حماد بن عيسى، عن ربعي رفعه، عن الإمام السجاد (عليه السلام)، قال: والله، لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم إلا كان مثله كمثل فرخ طائر، طار من وكره، قبل أن يستوي جناحاه، فأخذه الصبيان فعبثوا به 11.
ونقول:
أولاً: لا حاجة بنا بعد كل ذلك الذي تقدم إلى تذكير القارئ الكريم بأنه (عليه السلام)، إنما يتحدث عن أناس من ذرية النبي (صلى الله عليه وآله)، يدّعون لأنفسهم مقام الإمامة، وأن لهم الحق في إعلان الثورة، ويطلبون من الناس الخروج معهم لمقارعة الظالمين، وأن يشاركوا في حركاتهم وثوراتهم.. ولا يتحدث عن الخروج لإعزاز الدين ودفع ظلم الظالمين، وإقامة الشعائر، ممن يعتقد بالحق، ولا يدّعي لنفسه شيئاً من ذلك، بل يعترف بإمامة الأئمة، ولا يخالف أقوالهم ويلتزم بما يأمرون به، وينتهي عما ينهون عنه..
وإنما قلنا: إن المقصود هم من عدا الأئمة (عليهم السلام)، لأن شمولهم معناه تخطئة الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضته، ومحال أن يصدر ذلك عن الإمام (عليه السلام)..
ثانياً: إن ثورات بعض المنتسبين إلى علي (عليه السلام)، كالفاطميين مثلاً، قد نجحت عبر التاريخ، فلا معنى لتمثيله (عليه السلام) الخارج منهم بفرخ الطائر؟!
ولعل ذلك يرجح أن يكون المراد أن خروج الإمام الحقيقي ابتداء منه (عليه السلام)، قبل ظهور قائمهم، سينتهي إلى ما ذكره (عليه السلام)..
7 ـ ورد في مقدمة الصحيفة السجادية أنه (عليه السلام) قال: « ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد، ليدفع ظلماً، أو ينعش حقاً إلا اصطلمته البلية، وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا ».
ويرد على الاستدلال بهذا الحديث:
أولاً: إنه ضعيف السند.
ثانياً: إن اصطلام البلية للخارج منهم لا يعني حرمة خروجه، كما أن المكروه الذي يزداد ليس بالضرورة أن يكون محرماً، بل قد يكون مما يجب الإقدام عليه..
فلو صحت هذه الرواية لكان المقصود بها الإخبار بما سيجري على الخارج من أهل البيت (عليهم السلام) ما عدا الأئمة (صلوات الله وسلامه عليهم)، وإنما استثنينا الأئمة لقوله (عليه السلام): زيادة في مكروهنا. حيث أرجع الضمير إليهم، أعني الأئمة..
8 ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام)، أنه قال: اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض. أي لا تخرجوا على أحد، فإن أمركم ليس به خفاء. ألا إنها آية من الله عز وجل، ليست من الناس. ألا إنها أضوء من الشمس، لا يخفى على بر ولا فاجر إلخ 12..
ويرد على الاستدلال بهذه الرواية: أن المراد هو إرشاد الناس إلى ما يدفع عنهم خداع من يدّعي الإمامة والمهدية بدون حق، وتوجيههم إلى وجود علامات تظهر للناس الحقيقة، وهي النداء من السماء، والخسف في البيداء الخ.. فإن هذه الآيات هي آيات إلهية خاصة، وضعها الله تعالى للدلالة على صحة ادعاء المهدية ممن يدّعيها. فلا يجوز الخروج مع من يدّعي المهدية قبل ظهور هذه العلامات..
ويدل على ذلك ما رواه الحسين بن خالد، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن عبد الله بن بكير كان يروي حديثاً، وأنا أحب أن أعرضه عليك.. فقال: وما ذاك الحديث؟..
قلت: قال ابن بكير: حدثني عبيد بن زرارة، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) أيام خرج محمد (إبراهيم خ ل) بن عبد الله بن الحسن، إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال: اسكنوا ما سكنت السماء والأرض، فقال عبد الله بن بكير: فإن كان الأمر هكذا أو لم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض، فما من قائم وما من خروج!!
فقال أبو الحسن (عليه السلام): صدق أبو عبد الله (عليه السلام)، وليس الأمر على ما تأوله ابن بكير، إنما عنى أبو عبد الله (عليه السلام)، اسكنوا ما سكنت السماء من النداء، والأرض من الخسف بالجيش 13..
فعلى هذا، يكون الحديث المتقدم ناظراً إلى أولئك الذين يعيشون أجواء ادعاءات المهدية من قبل أناس غير صادقين، فأمرهم الإمام [عليه السلام[ بلزوم الالتزام بالقاعدة الثابتة في معرفة المهدي الحقيقي، وهي تكذيب كل ادعاء لهذا الأمر إذا لم تظهر الآيات الدالة عليه، وهي العلامات والآيات الإلهية، ومنها النداء من السماء، والخسف بالجيش. وبدون هذه العلامات فإن الادعاءات تكون كاذبة بلا ريب..
9 ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): كل راية ترفع قبل قيام القائم (عليه السلام)، فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل.. وسند الرواية صحيح على الأظهر 14.
وروى النعماني ذلك عن مالك بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت 15.
ويرد على هذا الاستدلال:
أولاً: إن المراد بالرايات فيه رايات الضلالة، ويشهد لذلك ما روي عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث: « وإنه ليس أحد يدعو إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه. ومن رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت » 16.
ثانياً: قد يؤيد ذلك ويؤكده: أنه (عليه السلام) قد تحدث عن الراية، ثم وصف صاحبها بأنه طاغوت يعبد. مما يشير إلى حالة من الصنمية تكون لصاحبها، حيث يكون شخصه هو المحور، وهو ما لا يرضاه الإمام الحق. كما أن وصفه بأنه يعبد.. يشير إلى التزام الناس بأقواله من حيث هي دين وتشريع، تفرض عليهم التعبد بها، والتقديس لها..
ثالثاً: إن الرواية التي تحدثت عن زيد (رحمه الله) قد أوضحت الفرق بين راية الضلالة وراية الحق، وفرقت بذلك بين قيام زيد، وقيام غيره.
فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «رحم الله عمي زيداً، إنه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه.. إلى أن قال الإمام الرضا (عليه السلام)، للمأمون: إن زيد بن علي لم يدّع ما ليس له بحق، وإنه كان أتقى لله من ذاك، إنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد..
وإنما جاء ما جاء في من يدّعي: أن الله نص عليه، ثم يدعو إلى غير دين الله، ويضل عن سبيله بغير علم الخ 17..
رابعاً: إن ما جاء في صحيحة عيص بن القاسم، يُظهر لنا: كيف أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يسعون لإقناع الناس بعدم الخروج مع من يدّعون الإمامة لأنفسهم، وهم غير صادقين في دعواهم، فقد جاء فيها قوله (عليه السلام): والله لو كانت لأحدكم نفسان، يقاتل بواحدة، يجرّب بها، ثم كانت الأخرى باقية، تعمل على ما قد استبان لها. ولكن له نفس واحدة، إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة. فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم، إن أتاكم منا فانظروا على أي شيء تخرجون؟!
ولا تقولوا: خرج زيد، فإن زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه. بل دعاكم إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه..
فالخارج منا اليوم إلى أي شيء يدعوكم؟! إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟ فنحن نشهدكم: أنا لسنا نرضى به، وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد.. وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر ألا يسمع منا..
إلى أن قال (عليه السلام): وكفاكم بالسفياني علامة 18..
وذلك يدل على أن أحاديث الأئمة (عليهم السلام) في النهي عن الخروج، وفي ذم الرايات إنما يراد بها هذا النوع من الناس.. وأنهم (صلوات الله وسلامه عليهم) كانوا يريدون من الناس أن يراعوا الدقة في مواقفهم، وأن يلتفتوا إلى حقائق الأمور، وأن يجعلوا الآيات والعلامات المروي أنها سوف تحدث نصب أعينهم، ولذلك قال (عليه السلام): وكفاكم بالسفياني علامة.
بل إن هذه الصحيحة تدل على لزوم نصر من تكون دعوته محقة، كما كان الحال بالنسبة لزيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، الذي دعا لنقض حكم الجائرين المجتمع.
وقد صرحت الرواية هناك بهذا الفرق بين راية الحق، وراية الضلالة..
خامساً: إن الروايات التي تحدثت عن خروج اليماني، وتضمنت مدح رايته، وأنها راية هدى، تدل على أن المراد بالراية في قوله: كل راية ترفع قبل قيام القائم الخ.. هو رايات الضلالة التي يدّعي أصحابها الإمامة لأنفسهم بدون حق.
فمدح راية اليماني يدل على جواز الخروج على حكام الجور، وإسقاط حكمهم، وإقامة حكم الله 19..
وكذا الحال بالنسبة للروايات التي تحدثت عن الرايات التي تُقبِل من المشرق، وأنهم يطلبون الحق فلا يعطونه. فإن مدحهم يدل على جواز الخروج أيضاً 20.
ومثل ذلك أيضاً حديث: رجل من قم معه قوم كزبر الحديد، الخ.. فإنه دال على ذلك لأنه وارد في مقام المدح 21.
وحديث تفسير آية ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ … ﴾ 22 حيث قال الإمام (عليه السلام)، ثلاث مرات: «هم والله أهل قم» 21. فإن المدح لهؤلاء العباد يدل على مشروعية ما يقومون به في زمن الغيبة..
10 ـ عن علي (عليه السلام): «إلزموا الأرض، واصبروا على البلاء، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم، ولا تعجلوا بما لم يعجله الله لكم، فإنه من مات منكم على فراشه، وهو على معرفة حق ربه، وحق رسوله، وأهل بيته، مات شهيداً، ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه، وإن لكل شيء مدة وأجلاً» 23.
ونقول: إن هذا النص لا يدل على مطلوبهم أيضاً، لأنه مجرد توجيه عملي لأصحابه (عليه السلام)، فيما يواجهونه من مهمات كبرى وصعبة، تحتاج إلى الثبات والصبر، وإلى التأني في الأمور، وعدم الاستعجال. وعدم المبادرة إلى أي موقف أو تصرف إلا بأمر الإمام. ولا ربط له بالقيام في زمن الغيبة.. فلا معنى للاستدلال به.
11 ـ عن مفضل بن يزيد: أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال له: يا مفضل، من تعرض لسلطان جائر، فأصابته بلية لم يؤجر عليها، ولم يرزق الصبر عليها 24..
ونقول:
أولاً: إن هذا الحديث لا يتضمن إدانة ولا عقوبة لمن يتعرض للجائر.. بل اكتفى بنفي المثوبة على البلايا التي قد يصاب بها، وعدم الحصول على الصبر عليها..
ثانياً: إن الأخذ بإطلاق هذا الحديث واستفادة تحريم التصدي للجائرين، مخالف لما هو ثابت بالضرورة.. فقد يكون قد صدر على سبيل التقية، لو صحت روايته.. أو يكون المراد به التعرض لهم بصورة عشوائية، ومن دون مراجعة أهل الرأي، ومن دون سؤال ومراجعة الفقيه الجامع للشرائط، والعارف بالأحكام. ليدله على تكليفه، وعلى ما يحتاج إليه..
12 ـ في نص آخر عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان..
إلى أن قال: قال جابر: فقلت: يابن رسول الله، فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان، قال: حفظ اللسان، ولزوم البيت 25..
وهذه الرواية الضعيفة سنداً قد تكون ناظرة إلى زمان بدء الغيبة، حيث كانت الغيبة حدثاً يصعب على الناس التأقلم معه، وكان بالغ الشدة على الشيعة، حيث قد غاب إمامهم عنهم. وكان لا بد لهم فيه من إعادة النظر في أمرهم، واستعمال التقية للنجاة من كيد الأعداء..
والأمر بحفظ اللسان، يشير إلى أن الكلام في الأمور الحساسة في تلك الفترة الصعبة خطير جداً، لما يسببه من مشاكل للقائل، وربما لغيره من أهل الإيمان..
والخلاصة: أن غيبة الإمام ستنشأ عنها بلبلات فكرية، وسوف تثار الشبهات والتشكيكات الصعبة، والتي قد تؤثر على ضعاف النفوس، وقليلي المعرفة.. فالثبات على الحق في مثل تلك الظروف الصعبة سيكون إنجازاً عظيماً، يستحق عليه المؤمن المزيد من التقدير والثناء.. وهذا بالذات هو ما تكفلت به هذه الرواية..
13 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام): يا سدير، الزم بيتك، وكن حلساً من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أن السفياني خرج، فارحل إلينا ولو على رجلك 26.
ونظير ذلك ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): أنه قاله لجابر 27..
ونقول: إنه أيضاً لا يصلح للاستدلال به، وذلك لما يلي:
أولاً: إنه حين يكون الكلام عن السفياني، كعلامة على الإمام الحق «وكذا حين يذكر الإمام (عليه السلام)، لجابر العلامات الأخرى» فإننا نعرف أنه (عليه السلام) إنما يريد أن يدله على العلامة أو العلامات الحتمية، التي يميز بها الإمام الحق عن غيره ممن يدّعي الإمامة زوراً، ويدعو الناس للخروج بالسيف معه.
ثانياً: يحتمل أن يكون لسدير خصوصية اقتضت توجيه هذا الأمر إليه بلزوم البيت، لاسيما بملاحظة ما روي، من أنه ذكر سدير عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال: سدير عصيدة بكل لون 28.
مما يشير إلى أن سديراً كان يتأثر بالمحيط الذي حوله.. ويبادر لاتخاذ المواقف قبل استكناه حقائق الأمور ومعرفة دقائقها.
14 ـ عن الفضل الكاتب أنه لما جاء كتاب أبي مسلم إلى الإمام الصادق، قال (عليه السلام): ليس لكتابك جواب، أخرج عنا، فجعلنا يسار بعضنا بعضاً، فقال: « أي شيء تسارّون يا مفضل؟! إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله..
ثم قال: إن فلان بن فلان، حتى بلغ السابع من ولد فلان.
قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك، جعلت فداك؟!
قال: لا تبرح الأرض يا مفضل حتى يخرج السفياني، فإذا خرج السفياني، فأجيبوا إلينا.. إلخ 29..
وحديث: إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك لم تنقض أيامه.. مروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً 30.
ونقول:
أولاً: إنه فضلاً عن ضعف سند الحديث بالفضل بن سليمان الكاتب فإن مفاد الحديث: أن الإمام الصادق (عليه السلام)، يطلب من شيعته التريث، وعدم المبادرة للإنخراط في ثورة أبي مسلم.. فإنه لما سأله الفضل عن العلامة قال له: إن العلامة هي خروج السفياني، مما يعني أن ما يريده الفضل من ظهور دولتهم (عليهم السلام)، لا يحصل إلا على يد الإمام المهدي (عليه السلام).
فليس للناس أن يجيبوا أحداً من قرابة النبي (صلى الله عليه وآله)، يدّعي لنفسه مقام المهدية، قبل أن يخرج السفياني.. مما يدل على كذب من يدّعيها قبل ذلك..
ثانياً: إن الإمام (عليه السلام) لم يكن هو الذي حرّك أبا مسلم، ولا كان هو الذي أرسله.. فاستغاثة أبي مسلم به (عليه السلام)، إنما هي لتقوية أمره، وللاستفادة من شيعته، ثم يكون له بعد إسقاط حكومة الأمويين شأن آخر..
ويوضح ذلك ما روي: من أنه حين ظهر المسودة قبل أن يظهر ولد العباس، جاء معلى بن خنيس إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، بكتاب عبد السلام بن نعيم، وسدير، وغيرهم، يقولون له فيه: إنا قد قررنا أن يؤول هذا الأمر إليك، فما ترى؟!
قال: فضرب بالكتب الأرض، ثم قال: أف. أف. ما أنا لهؤلاء بإمام، أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني؟ 31.
وعن أبي بكر الحضرمي، قال: دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله، وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان.
فقلنا: ما ترى؟!
فقال: اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل، فانهدوا إلينا بالسلاح 32..
وعن عمر بن حنظلة: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خمس علامات قبل قيام القائم (عليه السلام)، الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني.
فقلت: جعلت فداك، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات، أنخرج معه؟ قال: لا. الخ 33..
ونقول:
أولاً: بالنسبة لرواية عمر بن حنظلة، نقول: إن سندها وإن كان تاماً، لكن الظاهر هو أن الحديث فيها وفي ما سبقها هو عن الخروج مع المدّعين لمقامات ليست لهم، وهم من قرابة النبي (صلى الله عليه وآله)، ولعله لأجل ذلك قيد عمر بن حنظلة سؤاله، بقوله: إن خرج أحد من أهل بيتك الخ..
ويزيد ذلك وضوحاً: أن هذا السؤال قد جاء عقيب حديث الإمام (عليه السلام) عن علامات القائم الدالة عليه دلالة تامة..
وذلك يشير إلى أن عمر بن حنظلة يريد من الإمام أن يؤكد له أقواله السابقة، وهو أن كل من خرج قبل هذه العلامات، فليس هو المهدي الموعود، حتى لو كان من أهل البيت.
ثانياً: إن الروايات ظاهرة في أن بعض شيعة الإمام (عليه السلام)، قد خدعوا بحركات بني العباس وشعاراتهم، وظنوا أنهم صادقون، وأن بالإمكان أن يؤول الأمر إلى الإمام (عليه السلام).. فكانوا مهتمين بالمشاركة فيها..
فكان الإمام (عليه السلام) يؤكد لهم أنها لا ترتبط به، وأنه ليس إماماً للقائمين فيها.. وأن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه، هو صاحب أهل البيت (عليهم السلام)، وباني دولة الحق.. وعلامته أن يقتل السفياني، بالإضافة إلى الخسف، والصيحة وغير ذلك.. ثم أمر الناس بأن لا يشاركوا في أي حركة لأي مدع لإمامة إلا إذا كان على رأسها الإمام نفسه..
15 ـ يستدل أيضاً بالروايات التي تقول: لا جهاد إلا مع الإمام العادل، أو مع إمام عادل 34.
مع أنها:
أولاً: ضعيفة السند.
ثانياً: إن وصف الإمام بالعادل، أو بالمفترض الطاعة، في تلك الروايات يجعلنا نرجح أن المراد بها مطلق الإمام العادل، لا خصوص المعصوم..
ثالثاً: إن تلك الروايات قد تكون بصدد ردع الناس عن الخروج، مع من يدّعون الإمامة بغير حق، وعن القتال مع حكام الجور أيضاً بصورة عامة.
16 قد يستدل بما رواه الحسين بن خالد، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وفيها: «فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا، فليس منا» 35.
ونقول:
أولاً: إن سند الرواية ضعيف.
ثانياً: إن قيام دولة حق قبل ظهوره (عليه السلام)، لا يعني ارتفاع التقية، بل تبقى التقية في كثير من الموضوعات التي يوجب إظهارها أحياناً بلبلة في الاعتقاد، أو يعرض المؤمنين إلى مصاعب ومتاعب مع الآخرين..
وأخيراً نقول: إن الإسلام ليس مجرد طقوس وشعائر، أو توجيهات روحية، وأخلاقية، وسلوكية، يمارسها الناس أفراداً وجماعات.
بل هو دين الله، وشريعته وأحكامه، وفيه سياسات، وفيه حدود وتعزيرات، وهو يقتل القاتل، ويرجم أو يجلد الزاني، ويقطع يد السارق، ويسجن، ويعزر من يستحق السجن والتعزير، وينفي من الأرض من حكمه النفي، وما إلى ذلك..
وفي هذا الإسلام أيضاً، أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، بالقلب، وباللسان، وباليد. وفيه رفض للظلم، ومواجهة للظالمين، وهو يفرض قول كلمة الحق أمام السلطان الجائر.. ويفرض الجهاد دفاعاً عن بيضة الإسلام، وحفظاً للمسلمين..
وفي هذا الإسلام كذلك، قضاء بين الناس، وفصل لخصوماتهم، كما أن فيه قتال للفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله.
هذا بالإضافة إلى أحكام المواريث، والتجارات والمعاملات، وفيه أمور ليس لها مخاطب بخصوصه، ولا بد من التصدي لإنجازها، حفظاً للنظام العام، وصيانة لحياة ومصالح الناس.. وفيه.. وفيه..
ولا شك أن معظم أحكام الإسلام هذه، تحتاج إلى السلطة وإلى الهيمنة، ليمكن إقامتها، وفرضها، وحفظها..
فإذا كان الإسلام يرضى بعدم التصدي لإقامة النظام، وتسلم زمام السلطة فذلك يعني: أنه يرضى بقتل المسلمين وباستعبادهم، ومنعهم من إقامة شعائر دينهم، ومن إجراء أحكامه، ولا يهمه تعطيل شرائعه، وإسقاطها، وإبطال تأثيرها.
وهذا ما لا بد من تنزيه ساحة المشرع الحكيم عنه، وتبرئته منه..
بل المتوقع هو أن يشرع الله سبحانه كل ما من شأنه حفظ شرعه، وإقامة دينه، وتطبيق أحكامه، وقد قال تعالى: ﴿ … أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ … ﴾ 36.
إلا إذا كان تشريع التصدي لإقامة الدولة يوجب ذهاب أصل الدين.. فتضييع جانب منه يكون أولى من تضييعه كله..
وهذا فرض وهمي لا حقيقة له.. فإن وجود سلبيات بهذا الحجم لهذا التشريع غير ظاهر، بل الظاهر خلافه..
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين 37..
- 1. فراجع صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وابن ماجة، وسنن أبي داود، وتاريخ الغيبة الكبرى من ص396 حتى ص413.
- 2. راجع: تاريخ الغيبة الكبرى ص405 عن إكمال الدين، والغيبة للطوسي ص163 ط مؤسسة المعارف الإسلامية، والبحار ج52 ص126 و135 وإثبات الهداة ج3 ص500.
- 3. الغيبة للنعماني ص194 والبحار ج52 ص135.
- 4. راجع: الوسائل باب 13 من أبواب جهاد العدو والغارات ج1 ص1/13 ونهج البلاغة الخطبة رقم 93 وكتاب سليم بن قيس ط النجف ص156.
- 5. راجع: الغيبة للنعماني ص193 و195 والبحار ج52 ص163 وراجع: شرح نهج البلاغة ج2 ص133.
- 6. البحار ج52 ص138 والغيبة للنعماني ص196 و197 وروضة الكافي ص229 ط سنة 1385 ه النجف الأشرف وراجع: الوسائل ج15 ص520 من أبواب الجهاد باب 13.
- 7. البحار ج52 ص139 والغيبة للنعماني ص197.
- 8. البحار ج52 ص139 والغيبة للنعماني ص198.
- 9. السرائر، قسم المستطرفات ص476 والوسائل ج15 ص54 باب 13 من أبواب جهاد العدو.
- 10. البحار ج52 ص139 والغيبة للنعماني ص199.
- 11. الوسائل ج15 ص51 باب 13 من أبواب الجهاد وروضة الكافي ص220 ط سنة 1385 ه النجف الأشرف.
- 12. البحار ج52 ص139 و140 عن الغيبة للنعماني ص200.
- 13. الوسائل ج5 ص55 باب 13 من أبواب جهاد العدو.
- 14. البحار ج52 ص143 عن الكافي ج1 ص9 والوسائل ج15 ص52 باب 13 من أبواب جهاد العدو.
- 15. مستدرك الوسائل ج2 ص248 باب 12 من أبواب جهاد العدو.
- 16. الكافي ج8 ص296.
- 17. عيون أخبار الرضا ج1 ص248 والوسائل ج15 ص52 و53 باب 13 من أبواب جهاد العدو..
- 18. الوسائل ج15 ص50 و51 باب 13 من أبواب جهاد العدو وروضة الكافي ص219 و220 ط النجف سنة 1385 هـ.
- 19. فراجع الغيبة للنعماني ص171 باب ما جاء في العلامات التي تكون قبل قيام القائم حديث 13.
- 20. فراجع الغيبة للنعماني ص182 باب 14 ما جاء في العلامات التي تكون قبل قيام القائم حديث50.
- 21. a. b. راجع: البحار ج54 ص216.
- 22. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 5، الصفحة: 282.
- 23. البحار ج52 ص144 ونهج البلاغة الخطبة رقم 190.
- 24. الوسائل باب 2 من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- 25. البحار ج52 ص145 وكمال الدين ص330.
- 26. روضة الكافي ص220 ط سنة 1385 هـ النجف الأشرف.
- 27. فراجع الوسائل ج15 ص56 باب 13 من أبواب جهاد العدو والغيبة للنعماني ص149 ط تبريز.
- 28. تنقيح المقال ج2 ص8.
- 29. الوسائل ج15 ص52 باب 13 من أبواب الجهاد وروضة الكافي ص229 ط سنة 1385 ه والبحار ج47 ص297.
- 30. الوسائل ج15 ص53 باب 13 من أبواب جهاد العدو.
- 31. الوسائل ج15 ص52 و53 باب 13 من أبواب جهاد العدو ورجال الكشي ص353 وتنقيح المقال ج2 ص152 وروضة الكافي ص272 ط النجف الأشرف سنة 1385 هـ.
- 32. الغيبة للنعماني ص 197.
- 33. الوسائل ج11 ص37 باب13 من أبواب جهاد العدو وروضة الكافي ص258 ط سنة 1385 هـ النجف الأشرف.
- 34. الوسائل باب 42 من وجوب الحج. وباب 12 من أبواب جهاد العدو.
- 35. الوسائل باب 24 من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- 36. القران الكريم: سورة الشورى (42)، الآية: 13، الصفحة: 484.
- 37. مختصر مفيد (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثالثة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (169).