يقال إنّ السيّد في تلك اللحظة كان -على عادته- منهمكًا في العمل، يحمل على كتفيه ثقلًا لا تحمله الجبال، ويحمل في قلبه همًّا لو وزّعه على أهل الأرض لما احتملوه، تدور في عقله آلاف الأفكار عن القضايا التي يجب أن يعالجها.
كان قد اعتاد العيش في الخفاء، وتقييدات الضوابط الأمنيّة، والبعد عن الأحباب، ونسيان مشتهيات الدنيا البسيطة التي يتنعّم بها حتّى الفقراء.
كان في كلّ قرارٍ يجب أن يتّخذه، يعدّ نفسه للإجابة على الأسئلة الصعبة أمام الله الذي يخافه جدًّا، الأسئلة عن الدماء والأموال والحرمات وعن الأمّة التي يحمل مصيرها بين كفّيه.
كان يشتاق إخوانه الذين مضوا، بعضهم سبقه بعشرات السنين، وبعضهم ببضعة أيّام، وكان يغبطهم ويتمنّى لو أنّهم بقوا ومضى هو..
يقال إنّ السيّد في تلك اللحظة فتح عينيه فجأةً على الجمال المطلق، وعلى الراحة الأبديّة، وعلى انتفاء الهمّ، وعلى سكون الشوق، وعلى السعادة الحقيقيّة، وعلى النعيم المقيم، وعلى الاتّصال بمعدن الوجود.
لقد زال الثقل عن كتفيه، وحلّق إلى السماوات خفيفًا، واتّسعت روحه متجاوزةً حدود الجسد وأبعاد عالمنا المادّيّ الضيّق، وأحاطت بالثرى والثريّا وما بينهما..
هنيئًا لك يا سيّدنا، بمقدار حبّنا كان حزننا عليك، وبمقدار حبّنا كان فرحنا لك.
لقد كنت معنا، فصرت فينا، وستبقى..
الشيخ مجتبى قصير
__
سماحة_العشق
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT