أئمة اهل البيت عليهم السلام مبرؤن من الخوف على أنفسهم من القتل في سبيل الله و هم أشجع الناس في زمانهم و قد ضحوا بنفوسهم الغالية جميعاً من أجل الدين الإسلامي 1 و قد أثبتوا ذلك في ساحات القتال و الدفاع عن العقيدة و الشريعة، و عندما هدد ابن زياد الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام في الكوفة بالقتل، قال له السجاد عليه السلام : “أما علمت ان القتل لنا عادة و كرامتنا من الله الشهادة” فأئمة الهدى في قمة الشجاعة، و إنما غيبة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هي من أجل الحفاظ على مشروعه الالهي العظيم و الدور المكلف به لا مجرد الحفاظ على نفسه من القتل.
و مثاله مثال النبي المصطفى صلى الله عليه و آله عندما إختفى في الغار، فلم يكن اختفاؤه خوفاً على نفسه بل على مشروعه الالهي العظيم، حيث أنه صلى الله عليه و آله كان الأشجع و مواقفه في الحروب معروفة، يقول فيه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي يُضرب به المثل في الشجاعة: “كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ” 2.
فالخوف الذي نتحدث عنه هو خوف على المصالح العامة و الرسالة الملقاة على عاتق الامام و خوف على المشروع الالهي، و نظير ذلك حصل للانبياء و الائمة السابقين.