التقى شيخٌ طاعنٌ في السنِّ بحكيم، فقال للحكيم: إنَّ الدنيا متعبة قد أوجعتنا بالآلام والأحزان..!
فقال له الحكيم: لا بد من ذلك يا شيخ؛ فإن الدنيا تفعل بنا ذلك لكي نكرهها، فنخرج منها راضين مشتاقين إلى رحمة الله..
فالتفت الشيخ العجوز إلى الحكيم محملقاً متعجباً من حلاوة الكلام الذي سمعه قائلاً: فلا بد من الآلام والأحزان إذاً..
فقال له الحكيم: نعم يا شيخ.. واعلم أن الآلام والأحزان تعم الأغنياء والفقراء.. فالجميع يذوق من مرارة الدنيا وآلامها.. فكما يتألم الفقير من قلة ذات يده وفقره، فالأغنياء يعانون من الأمراض والمشاكل الاجتماعية والنفسية..
ثم أضاف الحكيم قائلاً: ولذلك علينا أن نتهيأ للقاء الله (تعالى) بإصلاح أنفسنا والتزام التقوى والعمل الصالح.. وإلا فإننا لن نحصل على الراحة في الآخرة، وحينئذ تكون خسارة الإنسان حقيقية حين يخسر الدنيا والآخرة..
✍🏻 زكريَّا بركات
