نص الشبهة:
لقد وجدنا أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان « رضي الله عنهم » ، أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عنهم ، فجدته هي فاطمة « رضي الله عنها » ، وجده عثمان بن عفان « رضي الله عنه »! وهنا سؤال محرج للشيعة : هل يصح عندهم أن يكون لفاطمة « رضي الله عنها » حفيدٌ ملعونٌ ؟! لأن بني أمية عند الشيعة ـ ومنهم محمد الذي ذكرناه سابقاً ـ هم (الشجرة الملعونة في القرآن)! (انظر : « الكافي » (5 / 7) ، « كتاب سليم بن قيس » (ص362) .) .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
فإننا لا نريد أن ندخل في التفاصيل . . بل نكتفي بقول ما يلي :
أولاً : إن أهل السنة هم الذين رووا لنا : أن المقصود بـ ﴿ … وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ … ﴾ 1 هم بنو أمية ، كما عن يعلى بن مرة 2 . وعن الإمام الحسن « عليه السلام » 3 . وسعيد بن المسيب 4 .
وفي نص آخر : هم الحكم وولده ، كما عن ابن عمر 5 . وعائشة 6 .
ثانياً : إن الشيعة لا يكرهون الأشخاص بما هم أشخاص ، وإنما يكرهون الأعمال المخالفة للشرع والدين ، سواء أصدرت من هاشمي ، أو من أموي ، أو من أية قبيلة وجنس .
ثالثاً : قلنا في زواج عمر لأم كلثوم أنه زواج كانت له ظرةفه الخاصه ، ولم يتمكن علي « عليه السلام » من مقاومة اصرار عمر لأكثر من سبب . .
فمن الذي قال : إن هذا التزويج لم يخضع لظروف قاهره ، جعلت الإمام مظطراً للقبول به . . وقد ذكرنا أن النبي أيضاً قد تزوج يعدد من نسائه لأسباب تختلف وتتفاوت . .
فالزواج لا يدل على أن دين الرجل كان هو الذي دعا إلى التزويج .
رابعاً : لقد كان ابن نوح ضالاً وقد هلك مع الهالكين ، وقد ذكر الله قصته في القرآن . كما أن زوجتي نوح ولوط كانتا من الهالكين أيضاً . وقد فعل أخوة يوسف بأخيهم ما لا يرضاه الله تعالى ، ولا يقره عاقل .
وأنتم تدعون : أن أبوي النبي « صلى الله عليه وآله » كانا كافرين . . فأيهما أشد إحراجاً . ما يقوله الشيعة في حق بعض أحفاد فاطمة ، إذا لم يكن من أهل الإستقامة ، أم ما يقوله القرآن عن إخوة يوسف ، وابن نوح ، وزوجتي نوح ولوط . . وما تقولونه أنتم عن آباء رسول الله « صلى الله عليه وآله » ؟!
خامساً : إن كثيراً من الإطلاقات لا يكون المقصود بها التحديد ، بل بيان حكم أو حال الأكثرية الساحقة ، فلا مانع من أن يكون بعض الأفراد خارجين من ذلك العموم ، وهذا كما تقول : أهل البلد الفلاني كرماء أو شجعان ، فإن المقصود هو أن الطابع العام لأهل ذلك البلد هو الشجاعة والكرم . . فلا مانع من أن يكون فيهم بخيل أو جبان .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 7 .
- 1. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 60، الصفحة: 288.
- 2. الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن أبي حاتم ، ولباب النقول للسيوطي (ط دار الكتب العلمية) ص124 وتفسير الآلوسي ج15 ص107 وفتح القدير ج3 ص240 .
- 3. الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن مردويه ، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص16 وشواهد التنزيل ج2 ص457 .
- 4. الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن أبي حاتم ، والبيهقي في الدلائل ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، ولباب النقول للسيوطي (ط دار إحياء العلوم) ص138 و (ط دار الكتب العلمية) ص124 وتفسير الآلوسي ج15 ص107 .
- 5. الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن أبي حاتم ، وفتح الباري ج8 ص302 وتفسير الآلوسي ج15 ص107 ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص164 وفتح القدير ج3 ص240 .
- 6. الدر المنثور ج4 ص191 عن ابن مردويـه ، وتفسير الآلـوسي ج15 ص107 وفتح القدير ج3 ص240 .
- 7. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م . ، الجزء الثاني ، السؤال رقم (85) .