مقالات

كلامٌ في الحُبِّ

بقلم: زكريَّا بركات

بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم

في الإنسان شوقٌ إلى حبيبٍ يأنس به ويلتذُّ بمُناجاته، إلاّ أنَّ أكثر الناس يُفرِّغون هذا الشوق في علاقات مع أحبَّة غير حقيقيين..! وبهذا يخسرون طاقة الحُب بعد أن خسروا لقاءَ الحبيب..

رُوي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه سُئل عن “العشق”، أي حالة الانشداد والحُبِّ الذي يجعل أحد الجنسين مولَّهاً بالآخر، فقال عليه السلام:

“قلوبٌ خَلَتْ من ذكر الله، فأذاقها اللهُ حبَّ غيره”. علل الشرائع 1 : 140 .

بينما هناك مودَّة ورحمة يُنعِم بها اللّٰهُ تعالى على الإنسان؛ (وجعل بينكم مودَّة ورحمة) الروم: 21 ، (سيجعل لهم الرحمن وُدّاً) مريم: 96 .

وهذا يعني أنَّ هناك حُبًّا هو امتداد لمحبَّة الله تعالى ونعمة يُنعم بها على عباده.. وهناك حبٌّ هو في الحقيقة عقابٌ يعاني منه البُعداء عن حبيب قلوب الصادقين.

قبسٌ من مناجاة المحبِّين:

“يَا مَنْ أَنْوَارُ قُدْسِهِ لِأَبْصَارِ مُحِبِّيهِ رَائِقَةٌ، وَسُبُحَاتُ وَجْهِهِ لِقُلُوبِ عَارِفِيهِ شَائِقَةٌ، يَا مُنَى قُلُوبِ الْمُشْتَاقِينَ، وَيَا غَايَةَ آمَالِ الْمُحِبِّينَ؛ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُوصِلُنِي إِلَى قُرْبِكَ، وَأَنْ تَجْعَلَكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا سِوَاكَ، وَأَنْ تَجْعَلَ حُبِّي إِيَّاكَ قَائِداً إِلَى رِضْوَانِكَ، وَشَوْقِي إِلَيْكَ ذَائِداً عَنْ عِصْيَانِك”.

والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى