نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هناك إشكال يوردُهُ بعض الناس حاصِلُهُ إنهُ لا يصح إن يكون المراد بمن عندَهُ علم الكتاب في الآية الواردة في القرآن الكريم ﴿ … قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ هو علي (عليه السلام) باعتبار إن علياً (عليه السلام) ممن آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله) وهو بالتالي طرفٌ في النزاع بين النبي (صلى الله عليه وآله) والمشركين. وحينئذٍ فإنهُ لا يعقل أن يحيل النبي (صلى الله عليه وآله) المشركين إلى علي (عليه السلام) وأن يستشهد بهِ على صدق نبوتِهِ (صلى الله عليه وآله) لأنهم لن يقبلوا شهادتَهُ ، فكيف يجعَلُهُ (صلى الله عليه وآله) شهيداً حينئذٍ والحال أنهم لنْ يقبلوا شهادته، والنبي (صلى الله عليه وآله) يعلم ذلك أيضاً؟ أليس ذلك من قبيل الإحالة إلى محال؟ ومع صحة هذا الإشكال العقلي تسقط كل الروايات التي تفسر منْ عندَهُ علم الكتاب بعلي (عليه السلام).
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاتُهُ..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
أولاً: إن الروايات المتواترة، وكثير منها صحيح السند قد دلت على أن المقصود بـ ﴿ … وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ 1أمير المؤمنين علي، والأئمة من ذريته عليه وعليهم السلام. وهي تقطع دابر كل تخرص ورجم بالغيب في هذا المجال؛ فإنهم (عليهم السلام) عدل القرآن، وأحد الثقلين اللذين أمرنا الله بالتمسك بهما.
ولا يمكن تكذيب هذا العدد الكبير من الروايات الصحيحة، فكيف إذا كانت متواترة من طرق الشيعة.. كما أنها مروية من طرق أهل السنة..
ونذكر من هذه الروايات ثلاثاً فقط، هي التالية:
1 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين (عليه السلام).
وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب، أعلم؟! أم الذي عنده علم الكتاب؟!
فقال: ما كان علم الذي كان عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة من ماء البحر.. 2.
2 ـ وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير الآية: إيانا عنى، وعلي أولنا، وأفضلنا، وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) 3.
3 ـ وعن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنت عنده، فذكروا سليمان وما أعطي من العلم، وما أوتي من الملك.
فقال لي: وما أعطي سليمان بن داود؟ إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم، وصاحبكم الذي قال الله تعالى: قل: كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. وكان والله عند علي (عليه السلام)، علم الكتاب.
فقلت: صدقت والله جعلت فداك 4.
فإذا جاء الخبر اليقين المتواتر عنهم (عليهم السلام)، وكان عدد كثير منه صحيح السند، فلا بد من الوقوف عنده والانتهاء إليه، وليس لأحد بعد ثبوته الحق بالتشكيك بكلامهم. استناداً إلى حدسيات وآراء الرجال.. ولا بد أن تزول الشبهة بكلامهم (صلوات الله وسلامه عليهم).. ورحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده.
ثانياً: إن الآية نفسها تكاد تكون صريحة في أن المقصود لا يمكن أن يكون غير علي (عليه السلام)، لا عبد الله بن سلام، ولا غيره من أهل الكتاب.
وحيث إن هناك سعياً حثيثاً من قبل البعض لصرف الآية عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتخصيصها بعبد الله بن سلام اليهودي، فإننا لا بد لنا من توجيه الكلام بحيث يحسم مادة النزاع في هذا الأمر، فنقول: إن الآية التي هي مورد البحث هي التالية: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ 1.
ونحن في سياق بيان ما نرمي إليه سوف نشير إلى عدة نقاط ترتبط بهذه الآية الشريفة.. فنقول:
1 ـ إن الشاهد بين النبي (صلى الله عليه وآله)، وبين الذين كفروا، إن كان من أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالرسول، وينكرون نبوته، فإن شهادته لا تجعلهم يعترفون بالحق، بل هم سوف يغتنمونها فرصة لإسقاط دعوته وتضعيف أمره..
وليس لنا أن نتوقع منهم أن يبادروا إلى إبطال دينهم، وإثبات حقانية هذا الدين الجديد الذي يعارضه، ويناقضه، وينفيه..
وإن كان الشاهد هو عبد الله بن سلام بعد إسلامه، فمن جهة، ليس ثمة ما يطمئن بحسب العادة إلى أن ابن سلام سوف يقول الصدق، ولا يكتم الشهادة، فقد تدفعه أهواؤه إلى ذلك، فإنه ليس بمعصوم.
بل إن الوقائع التي رافقت حياته بعد إسلامه قد أثبتت أنه لم يكن وفياً للحق، بل اتبع هواه، وعاند الإمام الحق، واتبع سبيل الذين لا يعلمون..
كما أن أهل الكتاب قد كتموا الشهادة بالحق لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، في غير هذا المورد، وقد تحدث الله عنهم في ذلك، وأنبهم عليه، واتهمهم بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، وغير ذلك، فراجع تفسير قوله تعالى: ﴿ … قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ 5.
وقال تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ … ﴾ 6.
فمن كان كذلك كيف تجعل شهادته عدلاً لشهادة الله وشهيديته؟! وكيف يسجل ذلك في القرآن ليقرأه الناس وليستفيدوا منه خلفاً عن سلف؟!.. ألا يعد هذا من الإغراء للناس بما لا يصح الإغراء به؟
بل إن إصرار أهل الكتاب على البقاء على دينهم لهو من أعظم مظاهر كتمان الشهادة بالحق، كما هو ظاهر لا يخفى..
مع أن سياق الآية والتعبير بكفى، وجعل شهيدية العالم بالكتاب مقرونة بشهيدية الله تعالى يفيد: أن هناك ضمانة حقيقية، وطمأنينة شديدة إلى أمانة وصدق الشاهد، وأنه لن يكتم الشهادة فضلاً عن أنه لن يشهد إلا بالحق والصدق لا على سبيل الإعجاز في الإخبار عن الغيب، ولا على سبيل الإعجاز بإجبار ابن سلام على ذلك تكويناً.
بل الأمر يجري وفق السنن، من حيث إنه يستند إلى أن الشاهد هو ذلك الإنسان العالم بمواطن الحق والباطل، المعصوم عن أن ينقاد لهواه، وينساق مع تيار الباطل..
2 ـ إن الحديث إنما هو مع المشركين والكفار، وهم كما لا يعترفون برسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنهم لا يعترفون أيضاً باليهود، وإلا لكانوا تابعوهم، ودخلوا معهم في دينهم، فما معنى إلزامهم بشهادة من يرون أنهم مخطئون وضالون؟! وما معنى أن تقرن شهادة اليهود بشهادة الله سبحانه، في مقام التحدي؟!
3 ـ إنه بعد أن دخل ابن سلام في الإسلام لم يعد هناك أي فرق بنظر الكفار بينه وبين علي (عليه السلام)، فهذا خصم لهم مدع عليهم، وذلك أيضاً كذلك بنظرهم..
4 ـ إن الآية قد تحدثت عن الشهيد، لا عن الشاهد.. والتعبير الطبيعي عن الذي يؤدي الشهادة في موارد الترافع والاختلاف هو كلمة «شاهد»، فيقال فلان شاهد، لا شهيد، التي هي من صيغ المبالغة..
5 ـ أضف إلى ما تقدم: أنه لا يقال في العادة: فلان شاهد بيني وبينكم، بل يقال فلان شاهد على فلان، أو شاهد على الأمر.
وقد ذكر أخ كريم: أنه يمكن أن يكون التعبير بكلمة ﴿ … بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ … ﴾ 1 للإشارة إلى توسط الشاهد بين الطرفين، وتساويهما عنده بحيث لا يميل إلى أحدهما على حساب الآخر. وهذا يعطيه الوثاقة والأمانة والعدالة في الشهادة، إلى حد أن تصبح شهادته هي الفيصل في الأمر، فيكون شاهداً حاكماً، قاطعاً للنزاع. والتعبير بكلمة شهيد للإلماح إلى شدة اطلاعه وحضوره، الأمر الذي يحتم إطاعته والقبول منه.
ونقول: إننا نتفق مع هذا الأخ الكريم، على أن المراد بالشهيدية هو الحضور القوي.. ولكننا لا نوافقه على أن المراد بها الشهادة بين متخاصمين على حد الشهادات الأخرى. بل هو شهيدية وحضور حاكم وفاصل للأمر من دون أن يكون هناك شهادة.
لأن معرفة الصدق، خصوصاً في أمر يتعذر فيه الإطلاع إلى درجة الحضور، كمجيء جبرئيل (عليه السلام) للرسول (صلى الله عليه وآله)، أمر غير ميسور للبشر العاديين وذلك معناه أن هذا الشهيد يملك وسائل عالية جداً تمكنه من الحضور حتى في مثل هذه الأمور الخفية جداً، وذلك لا يتناسب إلا مع ما هو أرقى من هذا الذي نعيشه ونألفه.. وهو شهيدية الإمام والإمامة التي ستظهر آثارها في يوم القيامة..
وهذا يؤيد ويؤكد المعنى الذي نسوق الكلام إليه.. وهو أنها شهيدية بمعنى الحضور لا بمعنى أداء الشهادة.
6 ـ إن من الواضح: أن التوجه نحو الاكتفاء بشهيدية الله، ومن عنده علم الكتاب ليس معناه أن الذي عنده علم الكتاب سيكون قادراً بما أوتي من علم على إلزامهم بالحجة، بعد أن عجز الرسول نفسه عن إلزامهم بها. بل المراد أن ذلك العالم بالكتاب سيكون هو حجة الرسول (صلى الله عليه وآله)، عليهم.
7 ـ ليس في الآية أية إشارة إلى أن المقصود بالكتاب فيها، هو كتاب التوراة أو الإنجيل، فتطبيق الآية عليهما ما هو إلا تخرص، ورجم بالغيب، ومن دون مبرر. بل قد وجدنا في الروايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) ما يشير إلى أن المراد بالكتاب هو ذلك الكتاب الذي يكون للعالم به القدرة على التأثير في عالم التكوين، والهيمنة على الموجودات، حيث ذكرت الروايات: ما يدل على أن هذا الكتاب هو نفس الكتاب الذي كان آصف بن برخيا يعلم بعضه، فتمكن به من الإتيان بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس: ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي … ﴾ 7.
والمراد بالكتاب: القرآن.. الذي هو تبيان كل شيء، وقال تعالى: ﴿ … مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ … ﴾ 8 فمن كان عنده حقيقته، فإنه سيكون متمكناً ومهيمناً على الأشياء بأعظم هيمنة. ويمكّن آصف بن برخيا والأنبياء السابقين لأنهم إنما يملكون بعضاً من علوم القرآن، وعلي (عليه السلام)، يعرف كل ما في هذا القرآن.
فالمراد بعلم الكتاب إذن: هو ذلك العلم القاهر لهم، الذي يعطي العالم به السلطة والقدرة على التصرف، وإراءة الخوارق التي تسقط استكبارهم، وتعرفهم بمدى ضعفهم، وبأنهم لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً.
8 ـ وإذا تحقق ذلك، فإن ملاحظة أنه تعالى قد عبر بكلمة «شهيد» ثم نسبها لله سبحانه، وللعالم بالكتاب في سياق واحد تعطينا: أن صيغة المبالغة «شهيداً» قد جاءت للتعبير عن الشهادة التي تكون هي الأشد حضوراً، والأكثر إحاطة وهيمنة وإشرافاً، والأشد تمكيناً للاطلاع على دقائق الأحوال وخفاياها، على كل خصوصياتها وحقائقها ومزاياها. بحيث تكون بملاحظة تعدد المنكشفات، بمثابة معاينات ومشاهدات متعددة، ومباشرة حسية لذلك كله..
فتعددها يوجب تعدد المشاهدات والشهادات، فيصح المبالغة والتكثير بلحاظ ذلك، فقال: «شهيداً». كما أن نيل حقائقها ووقائعها قد أوصلها إلى درجة المحسوس المشاهد، حتى لو كانت من الأمور التي لا تنالها الحواس الظاهرية.
فهل لأحد من أهل الكتاب هذه الإحاطة، وهذا الإشراف ليصح أن يقال عنه إنه شهيد، وأن تقرن شهيديته بشهيدية الله تعالى؟!
9 ـ إن الشهيدية في مورد الآية قد تعلقت بأمر لا تناله الحواس الظاهرة، بل يعرف بالأدلة العقلية، وبالبصيرة الهادية، وبقضاء الفطرة، والوجدان المستند إلى الدليل والبرهان حتى لو كان هذا الدليل هو المعجزة في مقام التحدي.
ونيل العلم بالنبوة لا ينحصر بأهل الكتاب، ولا بعبد الله بن سلام، بل البشر جميعاً يشاركونهم في ذلك..
ولكن الأمر الذي تحدثت عنه الآية هنا هو شهيدية بالنبوة، وإشراف على حقائقها ودقائقها، مستندة إلى العلم المأخوذ من الكتاب.. لا إلى العلم من خلال ظهور المعجزات..
مما يعني: أن دلائل هذه النبوة التي يعاينها ذلك العالم بالكتاب كثيرة جداً.. ومتعددة، فالشهادة بالنبوة بمثابة شهادات بتلك الدلائل التي نالها ذلك العالم بعلمه..
10 ـ كما أن شهيديته لا تكون بمجرد الإعلان بنعم، أو بلا.. كما هو الحال في أية شهادة على أمر مختلف فيه.. بل هي شهادة فيها إظهار لخفيات مكّن العلم بالكتاب من إظهارها. وذلك بطريقة إعجازية..
خصوصاً: وأن الذين كفروا قد حسموا الأمر، وأعلنوا رفضهم لنبوته (صلى الله عليه وآله)، بصورة جازمة: ﴿ … لَسْتَ مُرْسَلًا … ﴾ 1 فلم يكن هناك مجال للحوار، وللأخذ والرد معهم..
فجاء هذا الموقف ليواجه هذا العناد منهم، وليتحدى غطرستهم واستكبارهم، وليكون بمثابة وعيد لهم بالانتقام، وبعدم النجاة، ما دام أن الأمور تعود إلى الله سبحانه، وسيكون من عنده علم الكتاب هو الآخذ بكظمهم، والمتولي لأمرهم.
فلا غرو إذا قلنا بعد ذلك كله: أن المقصود بالشهيدية هو مقام الشهادة على الخلق، والتي تختزن معنى الإحاطة والهيمنة، والإشراف التام على كل الحالات والخصوصيات. والتي قرنت بشاهدية وشهيدية الله سبحانه.. الذي هو مصدر الفيض والعطاء والتمكين لهذه الشهيدية للعالم بالكتاب المرتبطة به، والمنتهية إليه أيضاً، لأن علمه به إنما هو بتعليم منه تعالى..
فشهيدية هذا العالم بالكتاب مساوقة لشهيدية الرسول (صلى الله عليه وآله): ﴿ … وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا … ﴾ 9. ﴿ … وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ 10. ﴿ … لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ … ﴾ 11.
ويكون هذا الشهيد معصوماً، لا مجال لاحتمال أي إخلال في حقه، وقوياً في ذات الله، لا يدعوه إلى كتم الشهادة رغب ولا رهب. عليم بالحقائق، مطلع على أسرار الكائنات، يمتلك بتمليك الله سبحانه له القدرة على حسم الأمور في الاتجاه الصحيح..
وتكون الآية تتجه إلى ردّ التحدي، والتصدي للاستكبار حيث تواجههم بالوعيد الحازم، حيث يتولى الله، ومن عنده علم الكتاب، ومن موقع العلم والقوة والقدرة على التصرف مواجهتهم بما يناسب عنادهم، وجحودهم، واستكبارهم، حيث سيكون علي (عليه السلام) هو الذي له مقام الشهيدية، وهو المتولي لأمر الصراط، فلا يمر عليه إلا من عنده جواز من علي (عليه السلام)، والذي يعطيه علي (عليه السلام) هذا الجواز هو من التزم الحق، والصدق وتجنب الجحود عن علم، وسمع كلمة الحق. ولم يتول مستكبراً عنها كأن لم يسمعها..
وستكون معاملة علي (عليه السلام) معهم معاملة العارف بهم عن مشاهدة ومعاينة لمكان شهيديته، وإشرافه على الكتاب وعلمه ومعرفته الدقيقة بحقائقه ودقائقه سواء في مجال التشريع أو في التكوين، والهيمنة على السنن الإلهية.. في سياق العمل على تطبيق السياسة الربانية في الكون كله، وفي الحياة كلها..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله.. 12.
- 1. a. b. c. d. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 43، الصفحة: 255.
- 2. تفسير القمي ج1 ص368.
- 3. بصائر الدرجات ص236.
- 4. بصائر الدرجات ص233.
- 5. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 93، الصفحة: 62.
- 6. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 46، الصفحة: 86.
- 7. القران الكريم: سورة النمل (27)، الآية: 40، الصفحة: 380.
- 8. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 38، الصفحة: 132.
- 9. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 143، الصفحة: 22.
- 10. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 41، الصفحة: 85.
- 11. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 78، الصفحة: 341.
- 12. مختصر مفيد (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثالثة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (159).