بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريَّا بركات
٢١ أكتوبر ٢٠١٣
رُوي عن الإمام الهادي صلوات الله عليه أنَّه قال:
“لا تطلُبِ الصفاءَ ممَّن كدَّرتَ عليه، ولا الوفاءَ ممَّن غدرت به، ولا النُّصح ممَّن صرفت سوء ظنِّك إليه، فإنَّ قلب غيرك لك كقلبك له”.
المصدر: كتاب أعلام الهُدى للديلمي: ص313 .
معنى الرواية الشريفة: أنَّ الإنسان عليه أن يبدأ بإصلاح نفسه في طريقة نظرته للآخرين وتعامله معهم، فهو حين ينطلق من المحبَّة لهم والإحسان إليهم، فإنه يستطيع أن يتوقَّع مبادلتهم له بالمشاعر الطيِّبة نفسها وبالأخلاق الحميدة،
وأما إذا كان من أهل الإيذاء للآخرين، أو من أهل الغدر، أو ممَّن يسيء الظنَّ بالناس، فعليه أن يتوقَّع المعاملة نفسها منهم، ولا ينبغي له أن يطالبهم بحسن الظاهر والباطن بينما هو لم يبدأ بذلك..
في الحقيقة: الرواية تفيد أنَّ العلاقات بين الناس تتقوَّم بطرفيها، وهذا يذكِّرنا بالشعر المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، الذي جاء فيه:
وللقلب على القلب
دليلٌ حين يلقاهُ
وفي العين غنى للعين
أن تنطق أفواهُ
…..
إنَّ الروايات الواصلة عن أهل البيت عليهم السلام، تحثُّنا على الاهتمام بلغة القلوب قبل الاهتمام بلغة الألسن.. وكلاهما مُهم..
والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.