ذهب الشيعة في عقيدتهم إلى الأمر بين الأمرين كما قال الإمام الصادق عليه السلام: لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين. سئل عليه السلام : ما الأمر بين الأمرين؟ قال :مثل ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته، ففعل تلك المعصية، فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية (1) .
وقال البصري لأبي عبد الله عليه السلام : الناس مجبورون ؟ قال : لو كانوا مجبورين لكانوا معذورين، قال: ففوض إليهم قال عليه السلام : لا ، قال : فما هم؟ قال : علم منهم فعلا فأوجد فيهم آلة الفعل فإذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين (2).
تبين أن عقيدة الشيعة هي لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين، فإن الله تعالى خلق السبيل وخلق الإنسان وأعطاه القدرة والاختيار وكل ذلك متعلق بقدرة الله واختياره أيضاً ولكن يختار الله لنا ما نختاره لأنفسنا قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) ولذلك صحت المحاسبة.
(1) الاعتقاد، الشيخ المفيد، ص 30.
(2) تفسير القمي، علي بن ابراهيم القمي، ج 1، ص 227
(3) سورة الإنسان الآية: 3
📖 المصدر: كتاب في رحاب العقيدة، صفات الله تعالى، ص٦٦.
__
ربيع الأول١٤٤٦ #سؤال وجواب
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT