بسم الله الرحمن الرحيم
سنن ابن ماجه 1 : 11 برقم 26 (دار الفكر بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي) : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو النضر، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، قال سمعت الشعبي يقول: جالستُ ابن عمر سنةً فما سمعته يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم شيئاً.
قال الألباني: صحيح.
أقول: هل السبب في ذلك هو التوقِّي من التحديث أو كثرة التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حذراً من الوقوع في الخطأ أو الكذب عليه كما قال بعض علماء مدرسة الخلفاء؟ وهل يُعقل أن التوقِّي من ذلك يوجب ترك التحديث سنةً كاملة؟!
أم إنَّ السبب في ذلك هو قلَّة العلم ونضوب المعرفة مع طروء النسيان كما يشهد لذلك قول أبي هريرة في تبرير قلَّة رواية غيره عن رسول الله من أنَّه ناتج عن انشغالهم بالعمل في مزارعهم وتجاراتهم عن طلب العلم عند رسول الله، وكما يشهد له قول زيد بن أرقم: كبرنا ونسينا؟
أم إنَّ السبب في ذلك راجع إلى (المنع عن التحديث) الذي صدر من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان؟ وقد رُوي أنَّ ابن عمر كان يكتب ويدوِّن حديث رسول الله (ص) بالرغم من محاولة قريش إقناعه بترك ذلك بذريعة أنَّ رسول الله قد يقول غير الحق تحت تأثير عاطفتي الرِّضا والغضب.. فهل يُمكن أن يكون كتاب ابن عمر قد تم محوه ضمن ما رُوي أنَّ أباه عمر أمر بمحوه؟ أو يمكن أن يكون ما كتبه قد أُحرق ضمن مُدوَّنات السنَّة التي رُوي أنَّ الخليفة عمر جمعها وأحرقها جميعاً؟
نترك تحديد الإجابة الصحيحة للباحثين الجادِّين..
والله وليُّ التوفيق، والحمدُ لله ربِّ العالمين.