الشيخ علي الكوراني
• كتب (العاملي) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 15 – 6 – 1999، موضوعا بعنوان (أم المؤمنين عائشة تحكم بكفر ابن تيمية!!) جاء فيه:
تدل نصوص الحديث والتاريخ على أن الجو الذي كان سائدا في صحابة النبي في عهده صلى الله عليه وآله وعهد الخليفة أبي بكر، أن الله تعالى ليس من نوع ما يرى بالعين أو يحس بالحواس الخمس.. لأنه وجود أعلى من الأشياء المادية فلا تناله الأبصار، بل ولا تدركه الأوهام وإنما يدرك بالعقل ويرى بالبصيرة.. ورؤيتها أرقى وأعمق من رؤية البصر.
ثم ظهرت أفكار الرؤية والتشبيه، وشاعت في المسلمين في عهد الخليفة عمر وما بعده، فنهض أهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة لردها وتكذيبها.
وقد فوجئت أم المؤمنين عائشة كغيرها بهذه المقولات الغريبة عن عقائد الإسلام، المناقضة لما بلغه النبي صلى الله عليه وآله عن ربه تعالى! فأعلنت أن هذه الأحاديث مكذوبة على رسول الله، بل هي فرية عظيمة على الله تعالى وسوله، ويجب على المسلمين ردها وتكذيبها.
– روى البخاري في صحيحه ج 6 ص 50: عن مسروق، قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟
فقالت: لقد قف شعري مما قلت! أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد
كذب: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب، ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية، ولكنه رأى جبرئيل عليه السلام في صورته مرتين.. انتهى.
ولا يبعد أن يكون أصل تعبير (الفرية على الله) نبويا، فقد روى أحمد شبيها له في مسنده ج 3 ص 491 عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أعظم الفرية ثلاث… إلخ.
كما لا يبعد أن يكون في أصله وصفا لليهود، فقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 4 ص 122 أن عبد الله بن رواحة قاله ليهود خيبر: (فلما طاف في نخلهم فنظر إليه قال: والله ما أعلم من خلق الله أحدا أعظم فرية عند الله وعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منكم). انتهى.
وأوضح من ذلك الرواية التالية التي تدل على أن اليهود منبع (الفرى) على الله تعالى! فقد روى المجلسي في بحار الأنوار ج 36 ص 194:
عن ابن عباس، أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوما وعنده كعب الحبر، إذ قال (عمر):
يا كعب، أحافظ أنت للتوراة؟
قال كعب: إني لأحفظ منها كثيرا.
فقال رجل من جنبة المجلس: يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه، ومم خلق الماء الذي جعل عليه عرشه؟
فقال عمر: يا كعب، هل عندك من هذا علم؟
فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، نجد في الأصل الحكيم أن الله تبارك وتعالى كان قديما قبل خلق العرش، وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة، فهناك خلق عرشه من بعض الصخرة التي كانت تحته، وآخر ما بقي منها لمسجد قدسه!
قال ابن عباس: وكان علي بن أبي طالب عليه السلام حاضرا، فعظم علي ربه، وقام على قدميه، ونفض ثيابه!
فأقسم عليه عمر لما عاد إلى مجلسه، ففعله.
قال عمر: غص عليها يا غواص، ما تقول يا أبا الحسن، فما علمتك إلا مفرجا للغم.
فالتفت علي عليه السلام إلى كعب، فقال: غلط أصحابك، وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه!!
يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء قديمين معه لكان لهما قدمته، وعز الله وجل أن يقال له مكان يومي إليه، والله ليس كما يقول الملحدون ولا كما يظن الجاهلون، ولكن كان ولا مكان، بحيث لا تبلغه الأذهان، وقولي: (كان) عجز عن كونه، وهو مما علم من البيان، يقول الله عز وجل: (خلق الإنسان علمه البيان)، فقولي له: (كان) ما علمني من البيان لأنطق بحججه وعظمته، وكان ولم يزل ربنا مقتدرا على ما يشاء، محيطا بكل الأشياء، ثم كون ما أراد بلا فكرة حادثة له أصاب، ولا
شبهة دخلت عليه فيما أراد، وإنه عز وجل خلق نورا ابتدعه من غير شئ، ثم خلق منه ظلمة، وكان قديرا أن يخلق الظلمة لا من شئ، كما خلق النور من غير شئ، ثم خلق من الظلمة نورا وخلق من النور ياقوتة غلظها كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين، ثم زجر الياقوتة فماعت لهيبته فصارت ماء مرتعدا ولا يزال مرتعدا إلى يوم القيامة، ثم خلق عرشه من نوره وجعله على الماء، وللعرش عشرة آلاف لسان يسبح الله كل لسان منها بعشرة آلاف لغة ليس فيها لغة تشبه الأخرى، وكان العرش على الماء من دونه حجب الضباب، وذلك قوله: وكان عرشه على الماء ليبلوكم.
يا كعب ويحك، إن من كانت البحار تفلته على قولك، كان أعظم من أن تحويه صخرة بيت المقدس أو يحويه الهواء الذي أشرت إليه أنه حل فيه!
فضحك عمر بن الخطاب وقال: هذا هو الأمر، وهكذا يكون العلم، لا كعلمك يا كعب. لا عشت إلى زمان لا أرى فيه أبا حسن. انتهى.
فهذه النصوص القوية وغيرها، تجعل الباحث يطمئن إلى أن وجود إصبع الثقافة اليهودية في المسألة هو الذي أوجب كل هذا الاستنفار والموقف الحاسم من أهل البيت عليهم السلام وعائشة!
• فكتب (ياسين داود):
جزيت خير الجزاء، وجعله الله في ميزان أعمالك.
• وكتب (سماحة):
هذه عقائدهم، فماذا عن فقههم؟!
• وكتب (العاملي) بتاريخ 14 – 6 – 1999:
رفع مشارك وجماعته شعار (واغيرتاه.. واغيرة الدين)، لأن الشيعة أدانوا خروج عائشة على أمير المؤمنين عليه السلام! واتهمونا بأنا – والعياذ بالله – نتهم عائشة بأمر أخلاقي!! فإن كانوا صادقين في إخلاصهم لأم المؤمنين عائشة، فهذه هي تحكم بكفر ابن تيمية، لأنه يتبنى في عقيدته فرية عظيمة على الله تعالى على حد تعبيرها!!! فما رأيك بقولها يا مشارك؟!!
• فكتب (مشارك) في نفس اليوم:
هل تعتبرونها أم المؤمنين حقيقة أم تقية؟ أجبني عن هذا أولا؟
• فأجاب (العاملي):
إعتقادي الشخصي أن الحصانة الربانية التي منحها الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وآله، لها جانبان: جانب الحساب في الآخرة، والجانب التشريعي الحقوقي على المسلمين. ولعل أهم ما في الأخير: لقب أم المؤمنين.
ومن البعيد أن الله تعالى جعله مطلقا بدون أي شرط، فمن المفيد أن نبحث عن شرطه الشرعي الذي يدور الاستحقاق مداره، وهل توفر فيهن إلى أن توفين، أو انتفى عنهن؟
من جهة أخرى، رأيت في بعض مصادرنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى نساءه بطاعة علي عليه السلام من بعده، وأعطاه حق نزع اللقب عن التي تستوجب ذلك منهن!!
وهذه مسألة تحتاج إلى بحث أيضا.. ولم أبحثها إلى الآن.
وبما أني لا أعلم يقينا بنزع اللقب عنها شرعا، فيجوز لي أن أسميها أم المؤمنين، وإن كانت مسؤولة عند الله تعالى عن دماء عشرين ألفا، سببت قتلهم من أبنائها! ولم تعلن ندمها ولا توبتها من ذلك، ولا دفعت دياتهم!!
• وكتب (الأحسائي) في نفس اليوم:
ثم.. لا تهرب يا مشارك عن الواقع، وعن الموضوع!
• فكتب (مشارك):
كاد المريب أن يقول خذوني. لماذا لا تكون شجاعا مثل العروة الوثقى يا عاملي، فقد أعلنها صريحة. وإلى أن تصل إلى قناعة في موضوع أم المؤمنين عائشة، فبعد ذلك تستطيع أن تستدل بكلامها، أليس كذلك يا عاملي ويا أحسائي، وبعد هذا نستطيع أن نناقشك فيما توصلت إليه بفهمك.
• فكتب العاملي:
لم يبق لك عذر، فدافع عن ابن تيمية وأجب عن: (الفرية العظيمة على الله تعالى ودينه) التي حكمت بها أم المؤمنين عائشة على من زعم أن الله تعالى يرى بالعين! انتهى.
وغاب مشارك ولم يجب هو ولا غيره على تكفير أمهم لإمامهم!!.
الوهابيون وعصمة ابن تيمية!
• كتب (العاملي) بتاريخ 28 – 6 – 1999، موضوعا بعنوان (زعم مشارك أن للنبي (ص) أخطاء!! وجعل ابن تيمية معصوما!!) جاء فيه:
ما هذا البلاء الذي ابتلي به مشارك وأمثاله؟!! لقد أشربوا في قلوبهم حب هذا الشامي الحراني ابن تيمية، فلم يعودوا يروا غيره!!.
تراهم يقبلون أن ينسب الخطأ إلى النبي صلى الله عليه وآله! وأن فلانا كان يصحح له أخطاءه، ولا يقبلون أن ينسب أي خطأ إلى ابن تيمية!!.
وتراهم يردون أحاديث البخاري، ولا يردون كلام ابن تيمية! وإذا ناقش أحد ابن تيمية نقاشا علميا، انتفخت أوداجهم واتهموه بالكذب والتجني..
وإذا وقفت سفينتهم عند (حديث العماء) الذي قبله ابن تيمية واستشهد به في كتبه مرات عديدة..
قالوا له: هل صححت الحديث من مصادره؟!!.
وإذا جئت لهم بتصريح ابن تيمية بأن الله تعالى: (جسم وله شبيه..
جسم وله شبيه.. جسم وله شبيه).. صاروا مؤولة للدفاع عن إمامهم، والتأويل عند إمامهم حرام!!. أليس هذا زعما بعصمة ابن تيمية؟
وكيف تكون العصمة حمراء.. أو صفراء؟!!.
• فكتب (مشارك) في نفس اليوم:
كاذب كذوب كذاب كبير الكذابين، دجال مكابر معاند مستكبر كبير الدجاجلة، وماذا أيضا. أين جعلت ابن تيمية معصوما يا كبير الأبالسة، أكل هذا لأني طالبتك بنص الحديث!!.
• فأجابه (فلمون) في نفس اليوم أيضا:
أنتم لا تقولونها صراحة، ولكنكم لا تقبلون تخطئته، وتقبلون أن تخطئوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتنسبون إليه أنه المقصود بقوله تعالى (عبس وتولى) حتى تبعدوا التهمة عن عثمان!
وتقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخطأ عندما استغفر لمنافق.. وعمر أصاب عندما اعترض عليه!
راجع فضائل عمر، والكثير الكثير! إنا لله وإنا إليه راجعون! والسلام لأهله.
• فأجاب (العاملي):
المسألة بسيطة لا تحتاج إلى الحدة والاتهام!
أنت متخصص في ابن تيمية وقد درست كتبه الكثيرة، فإن كنت لا تعتقد بعصمته، فاذكر لي فكرة أساسية خاطئة من أفكاره!
وسأوافيك إن شاء الله بحديث العماء الذي اعتمد عليه، وتفسيراته المختلفة له في كتبه!!
• فكتب (مشارك) مساء:
يكفي ما تشبعتم به من حقد وأفكار على ابن تيمية، وليس من عادتي ذكر أخطاء علمائنا وخصوصا في مثل هذا الموقع، ولكن سبق أن سألتني سؤالا قريبا من هذا وأجبتك: كل يؤخذ من قوله ويرد، إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلماذا الافتراء علي، يا عاملي.
ثق أني لن أسامحك في هذه أبدا ما لم تعتذر.
• فأجابه العاملي:
الحمد لله أني لم أسبك.. أما أنت، فإن شئت كلفت عاملا بأن يلم لك كيسا من سبك وشتمك لنا!!!
ثم.. ما هذا القضاء العادل يا شيخ مشارك: أن المشتوم يجب أن يعتذر من الشاتم؟! فهل هذا من فتاوى ابن تيمية أيضا؟!!
• وكتب (حسين الشطري) بتاريخ 29 – 6 – 1999:
أحسنت أيها الأخ العاملي كثير الاحسان، ولعمري لقد أفحم مشارك أيما إفحام. وأعتقد أنه لا يعود لمثلها، إن كان ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
• وأجاب (مشارك):
أنت افتريت علي يا عاملي بأن مكانة ابن تيمية عندي أكبر من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم، وأني أقول أن ابن تيمية معصوم، مع أني سبق أن أكدت لك هذا.
وثق أني لن أسامحك في هذا حتى تعتذر، وعند الله الحساب.
حسبي الله ونعم الوكيل.
• وكتب (عبد الله الشيعي) في هذا الموضوع بتاريخ 5 – 7 – 1999:
نعم هكذا أنتم يا شيخ مشارك: كل شئ إلا بن تيمية. هذا كل شئ…
والسلام من الله خير تحية…
سبحان الذي أذل عباده بالموت.