يتساءل البعض عن سبب الاستنكار على الحفلات والمهرجانات التي تقيمها بعض حكومات الأعراب، بينما إخوتهم في فلسطين يُقتلون بالآلاف في مجازر يوميَّة منذ شهر؟
فنقول ـ وبالله التوفيق ـ :
لا نتوقَّع أن يؤثِّر ما نقوله في ضمائر الموتى من آل سعود وأمثالهم وأبواقهم ممن يتعمَّدون إلهاء الشعوب وإهدار الطاقات في الطرب واللهو والفسق؛ كجزء من مخطط تغييب الوعي العربي والإسلامي عن مسرح الأحداث..
ولكننا نقول لمن يُرجى له الخير من الأمَّة الإسلامية: إنَّ الأخوَّة الحقيقيَّة التي ذُكرت في قوله تعالى: (إنَّما المؤمنُونَ إخْوَةٌ) [الحجرات: 10] ، والألفة القلبية التي ذكرت بين الإخوة في قوله تعالى: (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران: 103] ، تتنافيان مع تجاهل المؤمن لظلامة أخيه المؤمن، فكيف لا تتنافى مع فرحته في الوقت الذي يتعرَّض فيه الآلاف من إخوته للقتل والتدمير والاجتياح؟
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه برقم (2586) والإمام أحمد في مسنده برقم (18380) بسند صحيح، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله سلم، ـ واللفظ لمسلم ـ أَنَّهُ قَالَ: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتراحُمِهم وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى له سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.
فمن تكون ردَّة فعله هي الفرح واللهو واللعب بينما إخوته يتعرَّضون للقتل الذريع، هل يستحق شيئاً من اسم الإيمان؟!
وقد روى الحاكم في المستدرك عن ابن مسعود، والطبراني في الأوسط عن حذيفة وأبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال ـ ضمن حديث واللفظ للحاكم ـ : “من لم يهتمَّ للمسلمين فليس منهم”.
نسأل الله تعالى أن ينصر من نصر الدِّين وأهله، وأن يخذل من خذل الدِّين وأهله.
وإنا لله وإنا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.
✍🏻️ زكريا بركات
7 نوفمبر 2023