نص الشبهة:
وضع الشيعة عدّة شروط للإمام ، منها أن يكون أكبر أبناء أبيه ، وأن لا يغسله إلاّ الإمام ، وأنّ درع الرسول (صلى الله عليه وآله) يستوي عليه ، وأن يكون أعلم الناس ، وأن لا تصيبه جنابة ولا يحتلم وأنّه يعلم الغيب ، لكنّهم وقعوا في حرج فيما بعد ؟
الجواب:
ذكر السائل الشرائط الخاصّة بالإمام في نظر الشيعة ، وأضاف البعض منها من عنده ، وحينئذ قام بالإشكال على الشيعة ، وكان عليه أن يأخذ شرائط الإمام من الكتب العقائدية للشيعة .
إنّ أهمّ شرائط الإمام عبارة عن :
- وجود نصّ على إمامته من النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أو من الإمام الذي سبقه .
- أن يكون أعلم أهل زمانه .
- أن يكون معصوماً من الذنوب والأخطاء .
وهذه الشرائط يوجبها الشرع والعقل ، وأمّا ما ذكر من أن يكون الإمام أكبر أبناء أبيه ، أو أنّ درع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يستوي عليه ، أو أن لا يُجنب ، فهي كلّها من صنع خيال جامع الأسئلة ، ولو جاء ذلك في كتاب من الكتب فهو لا يعدو أن يكون رأياً شخصيّاً لا يُعبِّر عن عقائد الشيعة .
وأمّا علم الغيب فليس شرطاً في الإمامة ، ولكن الأئمّة يُخبرون عن الغيب بإذنه سبحانه ، وهذا النوع من العلم لم ينكره القرآن ، وقد ذكرنا فيما سبق أنّ هناك نوعين من العلم :
- علمٌ ذاتي وغير محدود .
- علم اكتسابي ومحدود ، يعلِّمه الله لأوليائه في بعض الموارد ، والقرآن مليء بالأخبار الغيبيّة للأنبياء وغير الأنبياء ، ولم ينكر ذلك أحد ، وفي سورة يوسف فقط ورد ذكر العديد من الأخبار الغيبيّة على لسان يعقوب ويوسف على نبيّنا وآله وعليهما السلام 1 .
- 1. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته ، السؤال 150 .