نص الشبهة:
يدّعي الشيعة أنّه لمّا وُلد الإمام المهدي (عجل الله فرجه) نزلت عليه طيورٌ من السماء تمسح بأجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثمّ تطير. فلمّا قيل لأبيه ضحك، وقال : تلك ملائكة السماء نزلت للتبرّك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج، فلماذا الخوف والدخول في السرداب؟
الجواب:
أوّلاً : هذا الحديث حتّى ولو فرضنا وروده في بعض الكتب الروائيّة فإنّه لا ينطبق على الحقيقة والواقع، لأنّ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) كان يصرّ على أن تكون ولادة ابنه المهدي (عجل الله فرجه) مخفيّة، ولم يكن أحد يعرف خبر ولادته باستثناء أبيه وأُمّه وعمّته السيّدة حكيمة، فهبوط الطيور ينافي كتمان الولادة ولا يتناسب معه.
والمهمّ هو عبارته الساذجة التي أوردها في آخر حديثه، إذا كانت الملائكة تنصره فلماذا الاختفاء في السرداب؟
أوّلاً: لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) شرائط من جملتها استعداد العالم لقبول النداء الإلهي وحكومة العالم الواحدة، وما لم يتوفّر هذا الاستعداد ، فلن يتحقّق ذلك الظهور.
وثانياً: أنّ الإمام (عليه السلام) لم يختف في السرداب، وإنّما كان السرداب مكان عبادته، ثمّ توارى عن الأنظار بعد أن كان في السرداب، وكما اختفى المسيح (عليه السلام) من بين الناس، كذلك اختفى الإمام (عجل الله فرجه) من بين الناس، ولكنّه يعيش بين الناس ولا يعرفونه.
وأمّا مساعدة الملائكة للإمام المهدي (عليه السلام) فليس أكثر من مساعدة الملائكة للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة بدر، فهل اكتفى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بمساعدة الملائكة ولم يراع الظروف والشرائط المحيطة ولم يعمل بحسابات الحرب؟! والعجيب أنّه مع توفّر تلك المساعدة في يوم أُحد إلاّ أنّه استشهد من المسلمين سبعون رجلاً، قال تعالى :﴿ … وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ 12.
- 1. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 126، الصفحة: 66.
- 2. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 149 .