نص الشبهة:
هل يتحمل ولد الزنا اثم والديه، فلماذا يحرم من بعض الامور رغم براءته؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تبارك وتعالى : ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ … ﴾ 1 ، فإن من لم تتكون نطفته من معاشرة مباحة لا يتحمل وزر أبويه الذين قاما بهذه المعاملة ، كما أنه تبارك وتعالى قال : ﴿ … وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ 2 ، وإنما هناك حكم شرعي وهو أن من لم يكن طاهر المولد وإن كان تقياً ، عادلاً ، من أهل الجنة ، إلا أنه لا يصح الإئتمام به رعاية لمنصب إمامة الجماعة ؛ حيث إنه منصب مهم شرعاً ، ولذلك فمن لم يكن طاهر المولد لا يتقلد منصب القضاء ، أو منصب الفتيا بين المسلمين لخطورة هذه المناصب وأهميتها ، فالمناط في عدم تقلد من ليس طاهر المولد هذه المناصب ليس هو احتقاره أو كونه منبوذاً بل هو شخص قد يكون من أتقى الأتقياء ، ومن أفضل الناس ، ولكن الشارع تعظيماً لهذه المناصب وتكريما لها اشترط أن لا يكون المتقلد من ليس طاهر المولد .
وهذا لا يختص بمن ليس طاهر المولد ، فمثلا المرأة لا يصح لها أن تكون إماما للرجل ، وهذا لا يعني احتقار المرأة ، وإنما خطورة المنصب أوجبت رعاية بعض الشرائط ، كما أن المحدود أيضاً وهو من أقيم عليه الحد في زمان سابق كحد الزنا أو حد القذف أو الحدود الأخرى ، فإنه لا يصح الإئتمام به وإن كان من أتقى الأتقياء فعلاً .
فلأجل ذلك أي شرط يأخذه الفقهاء في إمامة الجماعة أو في القضاء أو في الفتيا إنما هو مستفاد من النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة ، والحكمة من هذا الشرط هو التحفظ على خطورة هذه المناصب وأهميتها ، ولا يعني ذلك احتقاراً أو نبذاً لمن لم تتوفر فيه هذه الشرائط 3 .
- 1. القران الكريم: سورة فاطر (35)، الآية: 18، الصفحة: 436.
- 2. القران الكريم: سورة فصلت (41)، الآية: 46، الصفحة: 481.
- 3. نشرت هذه الاجابة على الموقع الرسمي لسماحة السيد منير الخباز حفظه الله .