مقالات

رُواة حديث الاثني عشر في جيل الصَّحابة (رض)

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: زكريَّا بركات


يتساءل البعضُ عن تواتر حديث الخلفاء والأئمَّة الاثني عشر عليهم السلام، وقد وفَّق الله تعالى لنشر العديد من البحوث في هذا المجال، وهذا البحث المقتضب يعتمد استعراض أسماء رُواة الحديث من الصحابة مع ذكر المصادر التي وردت فيها روايتهم. فإن قيل: إنَّ كثرة الرُّواة في طبقة الصحابة لا تكفي لإثبات التواتر، بل لا بدَّ من التعدُّد مع الكثرة في جميع الطبقات، قلنا: إنَّ الكثرة (المفيدة للعلم واليقين) مُتحقِّقة في جميع الطبقات بحمد الله تعالى، وإنَّما اكتفينا بسرد أسماء الصحابة نظراً إلى أنَّ كثرة الرواة في جيل الصحابة كاشفة عن كثرتهم في سائر الطبقات، لذلك اكتفى بعض من ألَّف في الحديث المتواتر باستعراض أسماء الصحابة دون غيرهم؛ لأنَّ الكثرة في طبقة الصحابة تكشف بنحو أولى ـ حسب العادة ـ عن كثرة الرُّواة في كلِّ طبقة، والله الموفِّق.

رُواة حديث الاثني عشر في الصحابة (رض) مرتَّبين حسب الأسماء:

1 ـ أسامة بن زيد بن حارثة: روايته في كمال الدِّين للصَّدوق.

2 ـ أسعد بن زرارة، أبو أمامة الأنصاري: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

3 ـ أنس بن مالك: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز، وكنز العُمَّال عن ابن النجَّار.

4 ـ جابر بن سمرة: روايته في صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن التِّرمذي، وسنن أبي داود، والمعجم الكبير للطبراني، والمستدرك للحاكم، وكمال الدِّين للصَّدوق، وكفاية الأثر للخزَّاز، وقد أورد روايته إمام الزيدية القاسم بن محمد في كتاب الاعتصام بحبل الله المتين عن البخاري ومسلم.

5 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري: روايته في كمال الدِّين للصَّدوق، وكفاية الأثر للخزَّاز، ومقتضب الأثر لابن عيَّاش.

6 ـ جُندب بن جُنادة، أبو ذر الغفاري: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

7 ـ الحارث بن ربعي، أبو قتادة الأنصاري: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

8 ـ حذيفة بن أسيد: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

9 ـ حذيفة بن اليمان: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

10 ـ حُريث، أبو سُلمى (راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) : روايته في مقتضب الأثر لابن عيَّاش، والغيبة للطُّوسي.

11 ـ الحسن بن عليٍّ عليهما السلام (سيِّد شباب أهل الجنَّة) : روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

12 ـ الحسين بن عليٍّ عليهما السلام (سيِّد شباب أهل الجنَّة) : روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

13 ـ حصين بن بن عبد الرحمن السلمي: روايته في صحيح مسلم.

14 ـ خالد بن زيد، أبو أيوب الأنصاري: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

15 ـ زيد بن ثابت: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

16 ـ زيد بن أرقم: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

17 ـ سعد بن مالك، أبو سعيد الخدري: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

18 ـ سلمان الفارسي: روايته في كمال الدِّين للصَّدوق، وكفاية الأثر للخزَّاز، ومقتضب الأثر لابن عيَّاش، والهداية الكبرى للخصيبي، ودلائل الإمامة للطبري الإماميِّ.

19 ـ عائشة بنت أبي بكر: روايتها في كفاية الأثر للخزَّاز.

20 ـ عبد الرحمن بن سمرة: روايته في كمال الدِّين للصَّدوق.

21 ـ عبد الله بن جعفر بن أبى طالب: روايته في كمال الدِّين والخصال للصَّدوق.

22 ـ عبد الله بن عباس: روايته في كمال الدِّين للصَّدوق، وكفاية الأثر للخزَّاز، وأشار إليها ابنُ كثير في البداية والنهاية من غير أن يذكر متنها.

23 ـ عبد الله بن علقمة بن خالد (يُعرف بعبد الله بن أبي أوفى) : روايته في مقتضب الأثر لابن عيَّاش.

24 ـ عبد الله بن عمر: روايته في الغَيبة للنُّعماني، ومائة منقبة لابن شاذان.

25 ـ عبد الله بن عمرو بن العاص: روايته في المعجم الأوسط للطبراني، وأورده الذهبي في الميزان عن الخطيب، وهي في الفتن لنعيم بن حمَّاد.

26 ـ عبد الله بن مسعود: روايته في مسند أحمد، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية عن كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد، وفي كمال الدِّين للصَّدوق، وكفاية الأثر للخزَّاز.

27 ـ عثمان بن عفَّان: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

28 ـ عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهما السلام: روايته في كمال الدِّين للصَّدوق، وكفاية الأثر للخزَّاز، ودلائل الإمامة للطبري الإماميِّ.

29 ـ عمَّار بن ياسر: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

30 ـ عمران بن حصين: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

31 ـ عمر بن الخطاب: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

32 ـ فاطمة سيِّدة نساء العالمين عليها السلام: روايتها في كفاية الأثر للخزَّاز.

33 ـ هند بنت حذيفة، أم سلمة (أمُّ المؤمنين) : روايتها في كفاية الأثر للخزَّاز.

34 ـ واثلة بن الأسقع: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

35 ـ وهب بن عبد الله السُّوائي، أبو جحيفة: روايته في مسند البزَّار، والمعجم الكبير للطبراني، والمستدرك للحاكم.

36 ـ أبو هريرة الدَّوسي اليماني، اختُلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً: روايته في كفاية الأثر للخزَّاز.

هذا ما انتهى إليه بحثُ العبد الفقير، ومن أُوتي حظًّا من الإنصاف يجد هذا الكمَّ من الأسانيد (عن 36 صحابياً) مع وفرة المصادر (23) من كتب ثلاث فرق (أهل السنَّة والزيديَّة والإماميَّة) ، سبباً كافياً للاقتناع بثبوت النصِّ على الأئمَّة الاثني عشر عليهم السلام.

وممَّا يناسب ذكره في المقام ما في كتاب (مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمَّال من سِنَة الضَّلال) للقاضي المهلَّا (ت 1111 هـ) من مصادر الزيديَّة، الذي عقد مؤلِّفه الباب الثالث من الكتاب تحت عنوان: (الباب الثالث في ذكر أئمَّة العترة) ، وقال تحت العنوان نفسه: ونحن نذكرهم في كتابنا هذا على الترتيب.. إلخ كلامه. ولكونه انتهى من ذكر الإمام عليٍّ (ع) في الباب الثاني، ابتدأ الباب الثالث بذكر الإمام الحسن المجتبى، ثم عرَّج على ذكر الإمام الحسين الشهيد، وبعده الإمام علي بن الحسين السجاد، وبعده الباقر، وبعده الصادق، وبعده الكاظم، وبعده الرِّضا، وبعده الجواد، وبعده الهادي النقي، وبعده الحسن العسكري، وبعده الإمام المهدي صلوات الله عليهم.. فانظر كيف ذكرهم بنفس الترتيب الذي في أحاديث الاثني عشر، ولم يذكر أئمَّة الزيديَّة إلَّا بعد الفراغ من ذكر الأئمَّة الاثني عشر من العترة الذين تعتقد الإمامية بإمامتهم، وابتدأ ذكر أئمَّة الزيديَّة بقوله: وأمَّا الأئمَّة الهادون من العترة الزكيَّة (عليهم السلام) فأحوالهم.. إلخ كلامه.

ونختتم هذه المقالة بذكر ما رواه إمام الزيديَّة الحسين بن القاسم العياني، عن النَّبيِّ (ص) أنه قال في ذكر الإمام المهدي (ع) : “ستأتي من بعدي فِتَنٌ متشابهةٌ كقِطَعِ الليل المظلم، فيظنُّ المؤمنون أنهم هالكون فيها، ثم يكشفها الله عنهم بنا أهل البيت، برجلٍ من ولدي خامل الذِّكر، لا أقول خاملاً في حَسَبِه ودينه وحلمه، ولكن لصِغَر سنِّه وغيبته عن أهله واكتتامه في عصره، على منهاجي ومنهاج المسيح في السياحة والدعوة والعبادة، يؤيِّم عرسه، ويُخلص نفسه، ويكن بدء ناصريه من أهل اليمن”. نقله عنه إمام الزيدية أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي في عُدَّة الأكياس 2 : 455 ـ 456 . فانظُر إلى التصريح بالغيبة والاكتتام في العصر، وأنَّ البدء في نصرته يكون من اليمن.

وتدبَّر جيِّداً، فإنَّ من صَفَتْ نفسُه وخلصت من العصبيَّة، يستطيع أن يدرك الحقيقة بوضوح، ولا ينخدع بالتأويلات السقيمة، والله وليُّ التوفيق.

والحمدُ للّٰهِ ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى