كم يكون الانسان سعيداً لو علم بأنه يمتلك رصيداً كبيراً عند الله عز و جل، و كم نكون سعداء لو علمنا بأن لنا منزلة رفيعة عند الله جل جلاله، لكن كيف نتمكن من معرفة رصيدنا من أعمال الخير و المنزلة الرفيعة عند الله، طبعاً كل هذا إذا كان لنا رصيد و كانت لنا منزلة، و هذا ما نأمله و نرجوه، لكن الأمر ليس بالتَمَنِّي كما هو واضح .
المنزلة الرفيعة لا تحصل بالتمني
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: “مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ مِنْهُ عِنْدَ الذُّنُوبِ” 1 .
لكي نحضى بمنزلة عالية و رصيد كبير عند رب العزَّة و الجلالة لابد و أن نُكوِّنَ هذا الرصيد في حياتنا الدنيا و نركِّزَ على العمل الصالح بكل جدٍّ من الآن دون تفويت للحظات العمر الثمينة، حيث إن المنزلة الرفيعة التي نتطلَّع إليها لا تحصل إلا بطاعة الله و الاخلاص له، و لا تحصل بالتمنِّي.
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: “لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّحَلِّي وَ لَا بِالتَّمَنِّي، وَ لَكِنَّ الْإِيمَانَ مَا خَلُصَ فِي الْقُلُوبِ وَ صَدَّقَهُ الْأَعْمَالُ” 2.
و قال الإمام الصادق عليه السلام: “اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ سَبِيلَ اللَّهِ سَبِيلٌ وَاحِدٌ وَ جِمَاعُهَا الْهُدَى، وَ مَصِيرُ الْعَالِمِ الْعَامِلِ بِهَا الْجَنَّةُ وَ الْمُخَالِفِ لَهَا النَّارُ، وَ إِنَّمَا الْإِيمَانُ لَيْسَ بِالتَّمَنِّي وَ لَكِنْ مَا ثَبَتَ فِي الْقَلْبِ وَ عَمِلَتْ بِهِ الْجَوَارِحُ، وَ صَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ” 3.
- 1. تحف العقول : 107 لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني من فقهاء القرن الرابع الهجري / باب ما روي عن الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
- 2. معاني الأخبار: 187 ، للشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بـ ” الشيخ الصدوق ” المولود في سنة: 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة: 381 هجرية، طبعة جماعة المدرسين، سنة : 1403 هجرية، قم / إيران .
- 3. إرشاد القلوب إلى الصواب : 1 / 79 ، لأبي محمد حسن بن محمد الديلمي، من اعلام القرن الثامن الهجري، طبعة الشريف الرضي، سنة 1412 هجرية، قم / ايران .